الإنتقال الطاقي العالمي : البدائل و الحلول
ياسين فرحاتي -
منذ الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، و الإقتصاد العالمي لا يزال يعاني الخيبات و الإنتكاسات و يتكثف الحديث في الآونة الأخيرة، عن نذر أزمة طاقية قد تعصف بأوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية و إحتمال حدوث مواجهة عسكرية سريعة و خاطفة في منطقة الشرق الأوسط بين إيران و إسرائيل مع تعزيز فشل الإتفاق النووي بتحريض من تل أبيب و هو ما قد يؤدي إلى إرتفاع جنوني في أسعار النفط و المحروقات.
و لأننا نعيش في وضع دولي مضطرب، تحكمه قوانين المركب و مبني على قوانين الحتمية تتعزز الثقة أكثر فأكثر بحدوث مخاطر و كوارث و إنفجار لأوضاع على أكثر من صعيد : سياسي، و إقتصادي، و إجتماعي، و عسكري، و ديموغرافي، إلخ.
كل هذه العوامل مجتمعة بتفاعلها مع بعضها البعض كفيلة بزعزعة النظام الدولي إذا أضفنا إليها إنعكاسات جائحة فيروس كورونا المستجد.
و سنحاول في مقالنا هذا، دراسة خارطة الطاقة و الإنتاج الطاقي و توزيعها و نزول و صعود أسعارها في الأسواق في العالم، مستعينا في ذلك بمقاربات خبراء في مجال الإقتصاد الطاقي خلال بداية الألفية الجديدة و إلى حد الساعة. و سيكون مجمل تركيزي منصبه على كتاب مرجع في الغرض هو : " الطاقة للجميع .. كيف ستاير ثورة الطاقة اسلوبنا في الحياة " و هو من تأليف فيجاي ف. فيتيسواران و ترجمة للدكتور إيهاب عبد الرحيم و مراجعة للدكتور عاطف أحمد، صادر عن سلسلة عالم خلال شهر نوفمبر من سنة 2005.
وجب قبل شيء إعطاء تعريف لمصلح الطاقة. إذ هي شديدة الإلتصاق و الإستعمال في علم الفيزياء، و هي العلم الذي يدرس الطبيعة بطريقة رياضية. و قد أخذ هذا المفهوم صدى أوسع من الناحية السياسية و العلمية و الإقتصادية مع ظهور الطاقة النووية و تلك المعادلة الشهيرة لأشهر فيزيائي على وجه البسيطة ألبرت أينشتاين و التي تتحدث عن تكافؤ الكتلة و الطاقة وفق الصيغة الرياضية التالية :
الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في سرعة الضوء قوة 2.
إن إنتاج الكهرباء يعتمد على إستعمال حوالي ما نسبته 80% من المحروقات. كما أن الهدف من مشاريع الطاقة النووية السلمية هو إنتاج الطاقة الكهربائية.
و حروب هذا القرن بما فيها الحرب على العراق سنة 2003، كان هدفها الأساسي الاستحواذ على البترول.
يلقي الجزء الأول من هذا الكتاب، نظرة على واحدة من القوى الثلاث الكبرى وراء هذا التغيير و هي تنامي قوى السوق. فمن كاليفورنيا إلى كالكوتا، تقوم كل الحكومات بتحرير أسواق الطاقة الأخيرة لديها و بفتح حدودها على مصاريعها أمام التجارة في الغاز و الكهرباء. فعلى سبيل المثال، فإن نصف الولايات المتحدة الأمريكية - تقودها كاليفورنيا - تتقدم بخطى ثابتة نحو إلغاء القيود على الكهرباء. و كذلك أوروبا و اليابان بتحرير أسواق الغاز و الطاقة فيها و إن بصورة متقطعة. و رغم بعض العقبات، على طول الطريق، فإن التدفق الناتج عن ذلك في مجال الأعمال التجارية و رؤوس الأموال و الابتكار يعد بتحويل عالم الطاقة اليوم على نحو لم يسبق له مثيل.
فيما يتكفل الجزء الثاني منه، بدراسة كيفية عمل الموجة الحالية للبيئة ( النزهة البيئية) على إعادة تشكيل الطاقة. حيث أن الغضب حول تلوث الهواء المحلي من كاليفورنيا إلى الصين يضغط على الحكومات لإستكشاف سبيل جديدة للطاقة و وسائل المواصلات النظيفة.
و قد أصبحت كثير من الدول تنظر إلى الوقود الأحفوري بصورة عدائية و تشجع الطاقة المتجددة. مما رفع من النزعة البيئية القائمة على السوق Market- based environmentalism، و التي تستخدم أدوات الفطرة السليمة لعلم الإقتصاد بما هو لعم غير صحيح و فرع من العلوم الإجتماعية يدرس " ندرة الموارد " و حاجات و رغبات الإنسان. يهتم أيضا بتحليل الفائدة- التكلفة و الإتجار في الإنبعاثات و ضرائب التلوث. و تركز على مشكلات مثل تغير المناخ، و جعل مجال الطاقة متساويا أمام الجميع، و إستخدام العصا و الجزرة لتحفيز الشركات، بدخول السوق من الإتجاه الأخضر هو الأقرب إحتمالا بالنسبة للحكومات.
أما القسم الثالث من الكتاب فيركز على تلك الموجة غير المسبوقة من الابتكار التكنولوجي التي تدفع الآن صناعة الطاقة. و يؤكد مؤلف الكتاب وهو صحفي كبير في صحيفة الإيكونوميست المعروفة جدا و ذات المصداقية الإعلامية على أن تحرير الأسواق عندما تكون مصحوبة بالمتطلبات البيئية المتزايدة، فإنه يستحث تطوير تقنيات واعدة مثل خلايا الوقود الأحفوري و التوربينات الميكرو. كما أنه بفضل الإنترنيت و برمجيات الكمبيوتر المتطورة الخاصة بالقيادة و السيطرة و الإتصالات، فإن شبكة توزيع الطاقة القديمة على وشك الوثوب إلى شبكة عمل ذكية تستحق أن تمثل العمود الفقري الحقيقي للاقتصاد الرقمي.
و مثلما أن الحديث عن الطاقة أمر محفز و إبداعي، فمن ذلك جاء إهتمام البورصة بأسهم " تكنولوجيا الطاقة " و الذي تبحث عنه فقاعة ( Bubble : و تعني هذه الكلمة أيضا أي مشروع أو فكرة تبدو جذابة تماما في البداية ثم يثبت زينها أو عدم جدواها لاحقا، و هو المقصود هنا- المترجم ) على غرار الإنترنيت في أواخر تسعيرات القرن العشرين، يعد علامة واضحة على أن الجمهور الأوسع بدأ يدرك الإمكانات المحتملة لخلايا الوقود.
و يؤكد الكاتب أن الالتقاء بين الأسواق و النزعة البيئية و الإبتكار، يفسر سبب الإتجاه القوي نحو " الطاقة الميكرو "، التي تصنع محطات صغيرة و نظيفة لتوليد الطاقة قريبا من المنازل و المصانع. و الجانب المثير في الطاقة الميكرو، هو أن عالم الطاقة في الغد سيكون مبنيا على رقائق السيليكون، و البرمجيات و الموصلات الفائقة. ذلك أن الأمر يتعلق بصورة تشبه تماما تكنولوجيا الإتصالات التي نعيش على وقعها اليوم و ستكون أقوى بكثير مع ظاهرة الذكاء الإصطناعي. و الفارق بين الثورتين الطاقية و التكنولوجية هو أن الطاقة هي أكبر صناعة في العالم - فصناعة الكهرباء الأمريكية وحدها تعتبر فيما يتعلق بالإيرادات، أكبر من أعمال الإرسال الهاتفي الخارجي و الإرسال الهاتفية الخلوي فبالتالي، فإن لعبة الطاقة العالمية تمثل تجارة يبلغ حجمها نحو تريليوني دولار سنويا تقريبا. و أما السبب الثاني، الذي يولي أهمية لهذه الطاقة هو تأثير إستخدام تلك الطاقة على البيئة، حيث منذ قمة الأمم المتحدة بريو دي جنيرو بالبرازيل سنة 1992، التي شارك فيها رؤساء الدول من جميع أنحاء العالم، مع آلاف الناشئين و أعضاء جماعات الضغط و العلماء و الصحافيين من أجل دعم قضايا البيئة الخضراء. و لكن النقاش لا يزال محتدما حتى بعد مؤتمر باريس حول المناخ عن ضرورة التخفيض من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المتسبب في الإحترار الكويكبي و لكن يبدو أن إستجابة الدول المتسبب فيه تبدو ضعيفة جدا و كأن الوعي بالمخاطر على كوكب الأرض منعدم تماما إذ العالم اليوم، يقف أمام مفترق طرق و أمام خيارات صعبة و مصيرية.
يبدأ المؤلف و هو صحفي كبير بصحيفة " ذي إيكونوميست " ذات الشهرة الواسعة الفصل الأول بالحديث عن " قوى السوق " متمثلا في صعود اليد الخفية la main invisible في إشارة إلى مبدأ رجل الإقتصاد الشهير أدم سميث. و يقول في ذات السياق، أن الطاقة الميكرو - إحيائية هي حلم توماس إديسون و فيه يستعرض الصراع بين إديسون و تسلا فيما عرف ب" معركة التيارات " و كلاهما عبقرينو في مجال التيار الكهربائي.
و قد إشتهر تسلا بالتيار المتردد، حيث أن هذه التقنية تمثل العمود الفقري لشبكة الكهرباء التي إمتدت لاحقا لتغطي جميع أرجاء الولايات المتحدة على المستوى الإقتصادي. إن هذه المنشآت الكهربائية الكبرى التي تحققت هي الآن تذويب بفعل أنواع أخرى من الإقتصاديات - من خلال الثقة و الفعالية، بالإضافة إلى الإنتاج الكبير - الذي توفره الطاقة ميكرو. و كانت النتيجة أن حدث توجه عالمي لتحرير أسواق الكهرباء يمكن تقسيمه إلى ثلاث موجات من الإصلاحات. خلقت الأولى منتجين مستقلين للطاقة سمح لهم ببيع الطاقة لمراقبة الكهرباء، أما الموجة الثانية، و التي هي الآن في أوجهها، فقد أوجدت أسواق لبيع الطاقة بالجملة و التجزئة. و أما الموجة الثالثة، فهي بدأت لتوها، فهي تعد بتعجيل وصول محطات القوى الأصغر حجما، و التي توجد قرب المستهلكين النهائيين و من الملاحظ أن هذا التقدم لم يحدث إلا بصورة متقطعة، فإن التوجه يظل واضحا : لقد بدأت حقبة الإحتكار، و المركزية، و التنظيم المفرط تفسح المجال لقوى السوق في مجال الكهرباء و هذا بإختصار ما يفسر منح الطاقة الميكرو فرصة أخرى للإزدهار.
كما أن إنتشار أجهزة القياس الكهربائية الذكية التي تقيس تدفق الكهرباء في الزمن الحقيقي و تحسب أسعار الكهرباء بصورة متباينة وفقا لذلك، ستساعد بدورها في ترسيم الطاقة الميكرو. و مع تحرير الأسواق، ستتطور أسواق المتاجرة بالطاقة على الإنترنيت، و يتملك المستهلكون المنفردون الحق في إختيار مورديهم للطاقة. و هذه الطاقة الميكرو يمكن أن تحفز التغيير في صناعة الطاقة بصورة دراماتيكية، تماما مثل الثورة التي أصابت صناعة الإتصالات العالمية في ثمانينات القرن العشرين.
ذلك أن سوق الكهرباء في أمريكا وحدها، التي تبلغ قيمتها أكثر من 200بليون دولار، لهي أكبر من مثيلاتها للهواتف الخلوية و الإتصالات الهاتفية طويلة المدى مجتمعة. ففي كل أنحاء العالم، إستثمرت شركات الكهرباء مبالغ طائلة في بناء محطات الطاقة و شبكات النقل. و قد أدت المنافسة في مجال الإتصالات إلى إستثمارات و إبتكارات محمومة، مما ساعد في إنشاء الإقتصاد الرقمي.
يقول " لي رايموند " : " إن الطاقة هي أكبر صناعة في العالم، و لا توجد أي صناعة أخرى تقترب حتى من المقارنة بها "، ذلك أن " مجلس الطاقة العالمي " قد قدرت أن الإستثمار العالمي في الطاقة في الفترة من 1990- 2020، سيزيد على 30 تريليون دولار. و يشير رايموند إلى أن هذه الصناعة لا تتميز بالحجم وحده، بل إن الطاقة هي الوقود الأساسي للمجتمع. و يذهب جيفري سيكيلنغ إلى القول : " و صناعة الطاقة على شفا تغير هائل جدا سيحدث بسرعة. سنضطلع بتسريع تقسيم هذه الصناعة، و من ثم تجميعها مرة أخرى للوصول إلى أسعار أقل للاستهلاك ".
إن معظم قادة الصناعة في العالم يركزون بشكل كبير على ثلاثة متغيرات هي : الأداء المالي، و التقارب، و المخاطرة. و سيعتمد مدى التغير في الصناعة حسب الكاتب على ما إذا كانت الحكومات ستسمح لهذه القوى بأن تمارس فعاليتها بالكامل، و كيفية إستجابة الشركات لهذه القوى. و مفهوم "شركات الطاقة " اليوم، يتم تقييمه بناء على أرواحهم و ليس فقط على أساس حجم أصولها أو مدى حميمة علاقتها بالمنظمين، كما كان يحدث في الماضي. و ينطبق هذا على شركات الطاقة التي تطبق مبادىء " الإقتصاد الجديد " كما فعلت " إينرون " بتجارة الطاقة عبر الإنترنيت، بالقدر نفسه الذي ينطبق به على الشركات عتيقة الطراز مثل " إريكسون ". و يفسر هذا التركيز على النتائج المالية السبب في توجه رؤساء كل من المرافق و الشركات النفطية إلى الإندماج، و كذلك السبب في أنهم سيتعرضون لضغوط متزايدة لتبرير ملكيتها لأقول ضخمة.
و خلال الأعوام القليلة الماضية ( للتذكير الكتاب كتب سنة 2005 ) وحدها، إندمجت شركتا " فيبا " و " فياج " الألمانيتان في صفقة قيمتها 17 مليار دولار ( كما تقدمت الشركة الموحدة الجديدة بطلب لشراء شركة باورغن البريطانية ). و كذلك إندمجت شركتا " بيكو إينرجي " و " يونيكوم " لتصبحا أكبر شركة لتشغيل محطات الطاقة النووية في أمريكا و إبتلعت شركة " إيلكتريسيتي دو فرانس " شركة " لندن إيلكتريسيتي " ، كما تشكلت العديد من التحالفات الأنجلو- أمريكية في مجال الطاقة، و من المتوقع أو من المرجح أن تحدث إندماجات أخرى، مع تحرر الكثير من أسواق الغاز و الكهرباء في أنحاء عدة من العالم.
أما الطاقة المستقبلية في نظر " هارفي بادوير "، أحد كبار المديرين في شركة " دوك إينرجي " و هي إحدى المرافق الأمريكية الضخمة - فيجب أن تكون " ذكية، مرنة، سريعة الاستجابة؛ و يجب أن تكون مالكة لأصول ( لا تعمل على إستنزافها و الدفاع عنها، و لكن فقط لتوظفها كوسيلة مؤدية لغاية؛
و في معرض حديثه عن صناعة النفط، يقول إن : " رجال النفط قد إشتهروا بالدفاع عن إقطاعياتهم، و عارضها الإندماج طويلا؛ و مع هذا فإن إنهيار أسعار النفط و صعود المؤسسات الإستثمارية في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، قد جعل مثل هذه الإندماجات لا تقاوم. و التي تعد السبيل الوحيد لخفض تكاليف سعر النفط في العام 1998، و قد أدى ذلك إلى إعادة هيكلة صارمة. و قد كتب " دوغلاس تيريسن " و هو محلل للأسهم بشركة " مورغان ستانلي دين ويتر " عن تلك الموجة المدوية من الإندماجات مقالا جديدا بالذكر عنوانه : " عصر الكبار ألفائقين " في عام 1998 نفسه، ما يلي : " في كل عقد من الزمان أو نحوه، تتضافر ديناميكيات الصناعة لخلق البيئة الإستراتيجية و المالية الموصلة لأنشطة إندماجية كبرى في قطاع النفط المندمج ". و قد جادل بأن القوتين التوأمين : الخصخصة و العولمة، قد أدتا إلى خلق مثل هذه البيئة و مكنتا من توفير ميزات تنافسية هائلة لعدد قليل من أكبر الشركات العالمية على حساب ذلك العدد الهائل من اللاعبين المحليين الأصغر حجما.
ثمة توجه لدى رؤساء الشركات يعمل على تحويل صناعة الطاقة: هذه الأيام و هو إندماج شركات النفط، و الغاز، و الكهرباء، و القطاعات الخدمية، و الذي يمثل في معظمه إستجابة للإرتفاع الملحوظ في الطلب على الغاز الطبيعي؛ فمنذ 20 سنة، ظنت الحكومات الغربية على وجه الخطأ أن الغاز نادر الوجود، و من ثم فقد صدرت المراسيم بأنه أثمن من أن " يهدر " في توليد الطاقة. فما بالك اليوم و أوروبا مقبلة على شتاء قد يكون قارسا جدا و الغاز الروسي سيقطع عنها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. و حاليا، فالطاقة النظيفة هي الغاز، لذا تعززت إستخداماته كإتجاه حديث لتوليد الطاقة. و بحسب الكاتب الصحفي الخبير بمجال الطاقة، سيتحدد المعيار الذهبي في توليد الطاقة هذه بواسطة التوربينات ذات الدورة المختلفة combined - cycle، و أفضل الرهانات المستقبلية قد تتمثل في وحدات الطاقة الميكرو، مثل خلايا الوقود و التوربينات الميكرو كلها تعتمد على الغاز.
و مع معرفة أن الطلب على الغاز الطبيعي الذي يحترق بصورة نظيفة يرجح أن يرتفع بمعلات أسرع بكثير من معدلات الطلب على النفط خلال العيدين المقبلين ( و نحن نعيش فترة العيدين و ما بعدهما )، بالنظر إلى صناعة الغاز المسال القطري و الغاز الروسي و الغاز الجزائري الذي ستحتاجه أوروبا قريبا.
يكشف كتاب " نهاية عصر البترول .. التعابير الضرورية لمواجهة المستقبل "، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة خلال شهر سبتمبر من عام 2004، و هو من تأليف مجموعة من الكتاب المرموقين و هم : كولن كامبيل، أحد أشهر العلماء الإيرلنديين المختصين بالبترول في العصر الراهن و فراوكه ليزينبوركس و هي متخصصة في علم الإجتماع و تعمل في حقل الصحافة و قد منحتها حكومة بافاريا عام 1998، جائزة تقديرية تكريما للجهود التي بذلتها من أجل حماية البيئة و يورغ شيندلر و هو إقتصادي كان عضوا في اللجنة التكلفة من قبل برلمان بافاريا بدراسة " مصادر الطاقة الجديدة في الألفية الجديدة " و فيني تسيتيل، حاصل على الدكتوراة في الفيزياء من معهد ماكس بلانك بميونيخ، و يتركز عمله على تحليل الطرق الحالية و المستقبلية لاتزود بالطاقة. و قد قام بترجمة الكتاب الدكتور عدنان عباس علي وهو كاتب متخصص في الإقتصاد و عمل بدرجة أستاذ مشارك في العديد من الجامعات العربية. و يقدر الخبراء المتخصصون في مجال الطاقة أن الإستهلاك سيرتفع في دول مثل الصين و الهند في الأربعين عاما القادمة إلى أربعة أضعاف ما هو عليه في الوقت الحاضر نظرا لأن عدد سكان الأرض سيصل إلى حوالي 10 مليارات في عام 2050، و من المفيد التوقع بأن النمو السكاني سيتركز في الدول النامية و ليس في الدول الصناعية. كما أنه من المتوقع أيضا أن يصاحب هذا النمو إستهلاك الطاقة بمعدلات متزايدة قصور في الإنتاج النفطي بل إندلاع صراعات دولية لا يستهان بها أيضا. و سيؤثر إنبعاث ثاني أكسيد الكربون سلبا على الغلاف الجوي و سيكون في نهاية القرن ضعف ما كان عليه الحال قبل الثورة الصناعية.
و يطرح الكتاب حلولا في هذا الإطار، تتمثل في ترشيد إستهلاك الطاقة و في تطوير مصادر جديدة لتوليد الطاقة بمعنى آخر أنه على البشرية أن تضطلع بمهمة القيام بإنقلاب جذري في سبيل الزود بالطاقة باعتماد مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس و المياه و الرياح و قوة النووية و بالمناسبة فالمعركة اليوم محتدمة جدا و على أشدها بين الغرب و إيران في كواليس السياسة قبل أن تتحول إلى حرب حقيقية قد يجعلها الكيان الغاصب الإسرائيلي في أي وقت سواء أخذ الضوء من واشنطن أم لا.
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا