قول وقائل
بين حافظ ابراهيم واحمد شوقي
يقدم الاجابة الاستاذ محمود حرشاني
السؤال
اعترضني في مطالعاتي هذا البيت الشعري
هل لا بعثتم لنامن ماء نهركم
شيئا نبل به احشاء صادينا ؟
فمن يكون قائل هذا البيت وما مناسبته؟
الاجابة
ايها السائل العزيز اجابة عن سؤالك اقولانني عدت الى عديد المراجع والمصادر فوجدت انها تجمع كلها على البيت لامير الشعراء احمد شوقي كتبه لما تم نفيه من مصر بعد الحرب العالمية الاولى واشتد به شوقي الى ارض مصر وماء نيلها فكتب الى صديقه وغريمه حافظ ابراهيم قائلا
يا ساكني مصر انا لا نزال على عهد الوفاء
وان غبنا مقيمينا
هل لا بعثتم لنامن ماء نهركم
شيئا نبل به احشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل اسنة
ما ابعد النيل الا عن امانينا
ولما استلم حافظ ابراهيم الرساله اجابه شعرا بقوله
عجبت للنيل يدري ان بلبله
صادويسقى ربا مصر ويسقينا
والله ما طاب للاصحاب مورده
ولا ارتضوا من بعدكم من عيشه لينا
لم تنا عنه وان فارقت شاطئه
وقد تباعدنا وان كنا مقيمينا
والعلاقة بين الشاعرين كما هو معروف شهدت مدا وجزرتا فهما يتنافسان حينا ويتراضيان حينا اخر ولكن كل واحد يحمل الاحترام للاخر فلقب شوقي بلقب امير الشعراء ولقب حافظ ابراهيم بلقب شاعر النيل
وعندما سافر شوقي الى جينيف للاشتراك في مؤتمر المستشرقين سنة 1920 ودعه حافظ ابراهيم بفصيد طويل جاء فيه
يا شاعر الشرق ائتد
ماذا تحاول بعد ذاك
هذى النجوم نظمتها
درر للفريض وما كفاك
وسمت في افق الصعود فكدت نعثر بالسماك
ودعتك مصر رسولها للغرب مذ عرفت علاك
وعندما عاد شوقي من منفاه انتظم له مهرجان شعري كبير كان حافظ ابراهيم اول المشاركين فيه انشادا حيث القى قصيده الشهير
امير القوافي قد اتيت مبايعا
وهذى وفود الشرق قد بايعت معي
بلابل وادي النيل بالمشرق اسجعي بشعر امير الدولتين ورجعي اعيدي على الاسماع ما غردت به
براعة شوقي في ابتداء ومقطع
لقد شاب من هول القوافي ووقعها واتيناه بالمعجز المتمنع
يعيبون شوقي ان يرى غير منشدي وما ذاك عادي به او ترفع
كتبه محمود حرشاني
12 رمضان 1441
06 ماي 2020
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا