باريسيّات :البطاقة عدد5
بطاقات بقلم : مهدي غلاّب
"كورون ..أم كورونا ؟" ..اللّغز الغريب "..!
كورون.. أم كورونا .. ؟! مازال البعض لا يفرق بين التّسميتين ، من جهة لعدم معرفته بخصائص هذه الجائحة، نظرا لتعريب الكلمة من الفرنسيّة إلى العربيّة ، واِعتماد الأصل اللاتيني للكلمة، ومن جهة أخرى للخوفِ المتزايد الذي يجعل الواحد منّا يتجنّب الأمر و لا يترك فرصة للتّداول في المسألة وللتّحقّقِ من بعض الشّكوك. حسب مرجع البحث والتّفسير " لاروس" فإنّ كلمة "كورونا" تعني الأوعية أو القنوات المنبثقة من الفيروس نفسه، والتي تشبه التّيجان. واِستعملت الكلمة تاريخيّا ، للحديث عن تاج الورد وتاج الغار (الرّند) الذي كان يوشح رؤوس النبلاء والأرستقراطيبن في القرون الأولى بعد الميلاد تحديدا ولتكريم الشّخصيّات البارزة في العلوم والفكر في فترة أخرى. وهي استعمالات تكاد تنحصر أساسا في مسائل " بروتوكوليّة" تكريمية وتشريفية .
وبالطّبع هناك الإستعمال المعروفِ لرمز المملكة، وهو الطّوق الذي يُوشِّح رأس الملك، من الأذن إلى الأذن ، في شكل نصف دائرة، ويكون عادة من المعادن النّفيسة المرصّعة بالجواهر ، وتستعمل الكلمة كاملة كإسمٍ لعملة نقديّة بأحد الدّول الأسكندنافيّة وهي مملكة الدنمارك . وتبدو الكلمة بعيدة عن اللّغة الأنقليزيّة إذا عرفنا أن " كورونا " تعادل كلمة " كراون " ( Crown). دون أن ننسى الحديث عن منطقة “ الكورونا" التي تقع في الجنوب الغربي الفرنسي غير بعيد عن المدينة الثقافيّة والصّناعيّة المرموقة
"أنغُلام" و التي تشتهر بحيّها الجامعي واِحتضانها للمهرجان الدولي للرسوم "الكرتونيّة " و المهرجان الدّولي للفلم الفرنكوفوني.
أمّا أن نتحدّث بعد كلّ هذا الطّرح عن خلط آخر للمفاهيم في مدينة باريس بالذّات وهي محور حديثنا، فإنّ ذلك يصير أقرب إلى العبث ولربّما أستطيع أن أدرجه في خانة المناقشات التّرفيهيّة المجنونة التي تروّح عن النفس، لتبعدنا لحظات عن واقعنا الصّعب وتُنسي تحدّيات الصّوم لدى البعض . غير أننّي الحقيقة لم آستوعب هذا الإعتقاد الذي يشير إلى علاقة "حي كورون" بأطراف باريس الشّرقية بالوباء العالميّ وهذا ما تداوله بعض المقيمين من الجيل الأوّل، فمضيت أقلّب المراجع يمنة ويسرة حتى وصلت إلى الزّبدة التي عرضت وعددت في بداية المقال. عرفت أن الشائعات تحضر لمّا تغيب التغطيات ولمّا تنعدمُ اللّقاءات مع العارفين، وهذا ما حصل منذ بداية الحجر . فصرنا نخلط بين النُّكتة والخبر ولا نفرّق بين الفعل النظري والتطبيقي بعدما صارت الشاشات واللقاءات المرئية عبر الشبكة العنكبوتيّة طاغية على الهامش الفكري والثقافي . ولمّا صادفت الفرصة أن أعرف مفهومهم المتداول والسرّ في كلمة " كورون"، أبلغني أحدهم أن الأمر يعود لسببين حسب اِعتقاده؛ أولهما لأنّ التسمية مطابقة للجائحة تقريبا، والسبب الثاني هو خلو الحي من كل حركة تقريبا بعدما كان يعجّ بالزوّار والمتسوّقين ويزدهر بالسلع والمعروضات.
وفي لحظة أومأتُ برأسي يمنة ويسرة باِمتعاض لمعرفتي بخصوصيّات الحيّ الذي كنت أتردّد عليه في السّابق مع بعض الأصدقاء، وهو معروف بتعدّد دور العبادة والتّحفيظ ( مساجد وكتاتيب قرآنية ومكتبات إسلامية متعددة للمهتمين والباحثين في الشأن الدّيني وغير ذلك كثير ..) وكنت ارتاد المقاهي التونسيّة التي تكثر فيه وتذكّرنا بأصالتنا
وببعض العادات التقليديّة الحميدة .
قلت بعد ذلك ، عندما رجعت إلى التفكير في الموضوع بعدما طال علينا الأمر وغلبنا الحجر و بعثرنا الحجر وهمشنا القفر والضجرُ .. بقي فقط أن نتوسّل إلى "آلهة الكورون " لتنقذنا من هذه الغيبوبة المتقدّمة على كل صعيد . ثم اِستعنت بما أوتيت من معارف واستأنفت مقارعة الخرافات والشائعات في كل محضر.
وبالطّبع هناك الإستعمال المعروفِ لرمز المملكة، وهو الطّوق الذي يُوشِّح رأس الملك، من الأذن إلى الأذن ، في شكل نصف دائرة، ويكون عادة من المعادن النّفيسة المرصّعة بالجواهر ، وتستعمل الكلمة كاملة كإسمٍ لعملة نقديّة بأحد الدّول الأسكندنافيّة وهي مملكة الدنمارك . وتبدو الكلمة بعيدة عن اللّغة الأنقليزيّة إذا عرفنا أن " كورونا " تعادل كلمة " كراون " ( Crown). دون أن ننسى الحديث عن منطقة “ الكورونا" التي تقع في الجنوب الغربي الفرنسي غير بعيد عن المدينة الثقافيّة والصّناعيّة المرموقة
"أنغُلام" و التي تشتهر بحيّها الجامعي واِحتضانها للمهرجان الدولي للرسوم "الكرتونيّة " و المهرجان الدّولي للفلم الفرنكوفوني.
أمّا أن نتحدّث بعد كلّ هذا الطّرح عن خلط آخر للمفاهيم في مدينة باريس بالذّات وهي محور حديثنا، فإنّ ذلك يصير أقرب إلى العبث ولربّما أستطيع أن أدرجه في خانة المناقشات التّرفيهيّة المجنونة التي تروّح عن النفس، لتبعدنا لحظات عن واقعنا الصّعب وتُنسي تحدّيات الصّوم لدى البعض . غير أننّي الحقيقة لم آستوعب هذا الإعتقاد الذي يشير إلى علاقة "حي كورون" بأطراف باريس الشّرقية بالوباء العالميّ وهذا ما تداوله بعض المقيمين من الجيل الأوّل، فمضيت أقلّب المراجع يمنة ويسرة حتى وصلت إلى الزّبدة التي عرضت وعددت في بداية المقال. عرفت أن الشائعات تحضر لمّا تغيب التغطيات ولمّا تنعدمُ اللّقاءات مع العارفين، وهذا ما حصل منذ بداية الحجر . فصرنا نخلط بين النُّكتة والخبر ولا نفرّق بين الفعل النظري والتطبيقي بعدما صارت الشاشات واللقاءات المرئية عبر الشبكة العنكبوتيّة طاغية على الهامش الفكري والثقافي . ولمّا صادفت الفرصة أن أعرف مفهومهم المتداول والسرّ في كلمة " كورون"، أبلغني أحدهم أن الأمر يعود لسببين حسب اِعتقاده؛ أولهما لأنّ التسمية مطابقة للجائحة تقريبا، والسبب الثاني هو خلو الحي من كل حركة تقريبا بعدما كان يعجّ بالزوّار والمتسوّقين ويزدهر بالسلع والمعروضات.
وفي لحظة أومأتُ برأسي يمنة ويسرة باِمتعاض لمعرفتي بخصوصيّات الحيّ الذي كنت أتردّد عليه في السّابق مع بعض الأصدقاء، وهو معروف بتعدّد دور العبادة والتّحفيظ ( مساجد وكتاتيب قرآنية ومكتبات إسلامية متعددة للمهتمين والباحثين في الشأن الدّيني وغير ذلك كثير ..) وكنت ارتاد المقاهي التونسيّة التي تكثر فيه وتذكّرنا بأصالتنا
وببعض العادات التقليديّة الحميدة .
قلت بعد ذلك ، عندما رجعت إلى التفكير في الموضوع بعدما طال علينا الأمر وغلبنا الحجر و بعثرنا الحجر وهمشنا القفر والضجرُ .. بقي فقط أن نتوسّل إلى "آلهة الكورون " لتنقذنا من هذه الغيبوبة المتقدّمة على كل صعيد . ثم اِستعنت بما أوتيت من معارف واستأنفت مقارعة الخرافات والشائعات في كل محضر.
مهدي غلاّب / باريس.
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا