منتدى الثقافيه التونسيه//قصة قصيرة الوردة الحمراء د. ماجد فاضل الزبون منتدى الثقافيه التونسيه//قصة قصيرة الوردة الحمراء د. ماجد فاضل الزبون

منتدى الثقافيه التونسيه//قصة قصيرة الوردة الحمراء د. ماجد فاضل الزبون

 



قصة قصيرة






الوردة الحمراء
  د. ماجد فاضل الزبون
  منذ الوهلة الأولى وأنا أدلف المكان بصحبة أحد الأصدقاء، انتابني شعور غامر 
بالفرح، حديقة واسعة تحيطها الأشجار المتراصة، وفضاء مفتوح .. شابات وشباب في 
مقتبل العمر يجلسون على طاولات وزعت بشكل ينم عن ذوق رفيع.
جلسنا أنا وصديقي في أحد الأركان تحت ظل شجرة سدر وارفة.
أخذت أدور برأسي محتفيا بالمكان والجالسين، وسرعان ما التفت إليّ صديقي، وقال:
- مكان جميل .. يبعدنا عن أجواء المقاهي التي يلوثها دخان السجائر، وأصوات 
لاعبي الدومنيو وطرقاتهم العنيفة على المناضد.
قاطعته قائلا:
- ليس هذا فحسب، إنه يفرض علينا التأمل .. وربما الحب أيضا.!
بمرور الأيام أخذت دائرة الأصدقاء تتسع، حتى أصبح هذا المكان ملاذي الدائم .. 
ألتقي بأصدقائي، نتبادل الأحاديث والكتب.
ثمة فتاة جميلة تراود المكان باستمرار تتخذ من الركن المقابل لي تماما مكانا 
دائما لها.
وجه مستدير، عينان واسعتان تخفيان كلاما كثيرا، أنف قصير معقوف قليلا إلى 
الأعلى، شفتان باسمتان بلا حراك، كلما أنظرها خلسة، أجدها تتأملني وبإعجاب 
شديد.!
قلت في داخلي: يا ترى، هل ابتسم لي القدر أخيرا .؟
شيء ما بدأ يطرق قلبي بعنف، وتساؤل لا يغادر رأسي أبدا.
- ما الذي تريده مني .؟
تأملت يديها، لم ألحظ وجود خاتم في أصابعها.
بدأت أهتم كثيرا بمظهري، وأمتنع عن التدخين، عندما رأيتها تطرد الدخان من أمام 
وجهها الذي تجهم بغضب هادئ أضفى عليه حمرة ساحرة، عندما نفث أحد الجالسين دخان 
سيجارته قريبا منها.
ذات مرة نبّهت إحدى زميلاتها وأشارت بيدها نحوي، وأخذتا تتأملاني طويلا.
قلت في داخلي:
- ماذا أنتظر بعد، فليس من الرجولة واللياقة أن تبادرني هي.؟
في مساء اليوم التالي، اقتطفت وردة حمراء، وضعتها على منضدتي، بعد دقائق جاءت 
بموعدها كطاووس لتحط في مكانها، وأخذت تتأملني كعادتها، فتحت حقيبتها وأخرجت 
منها آلة تصوير صغيرة.
نهضت واتجهت نحوي.
جمعت كل شجاعتي، وقفت مبتسما لها، وقبيل أن أقدم لها الوردة، طلبت مني التنحي 
جانبا، لتلتقط صورة لعمل فني يقع خلفي مباشرة .!!

............

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات