ذكرى ساقية سيدي يوسف... وبعد؟. بقلم د:نورالدين الحاج محمود.* ذكرى ساقية سيدي يوسف... وبعد؟. بقلم د:نورالدين الحاج محمود.*

ذكرى ساقية سيدي يوسف... وبعد؟. بقلم د:نورالدين الحاج محمود.*

 ذكرى ساقية سيدي يوسف... وبعد؟.

بقلم د:نورالدين الحاج محمود.*



يحيي اليوم الشعبان التونسي والجزائري ذكرى ساقية سيدي يوسف 8فيفري 1958التي استشهد خلالها العشرات من أبناء البلدين نتيجة الاعتداء الفرنسي على الساقية باستعمال الطائرات العسكرية من أجل ضرب المقاومة الجزائرية التي اتخذت من التراب التونسي فضاء للمقاومة من أجل تحرير الجزائر.
وفي الذكرى التي نعيشها اليوم أكثر من دلالة ورمزية وبعد ومن اهمها :
*عمق العلاقات التونسية الجزائرية.
*لترابط المتين الطبيعي والتاريخي والثقافي بين الشعبين.
*القدرة على أن تكون تونس والجزائر نموذجا في التنمية وفي استغلال ما هو متاح من ثروات هائلة وغير موظفة لتستغل لفائدة المواطنين في البلدين.
المقاربات التنموية هي الاساس.
إلى جانب هذه الدلالة العميقة لهذه الذكرى و التي تكتسي أهمية بالغة فإن الاساس و الجوهر منها ومن بعدها ومن مغازيها إن يتم الإنطلاق في الاشتغال على مقاربات أكثر جدوى وقيمة وتاثيرا متمثلة بالاساس في تركيز المشاريع المشتركة وعلى أكثر من مجال واختصاص لجعل هذا الفضاء المغاربي الشاسع عنوان رخاء وتبادل بين شعوبه لا مجال توتر وصراعات لا تجدي.
ان الشعوب المغاربية ومن خلال البدء الضروري في العمل المشترك بين تونس والجزائر لقادرة على كسب العديد من الرهانات واساسها :
*ان تكون المنطقة فضاء للعمل واقامة المشاريع الكبرى التي من شانها إن تغير من طبيعة المشهد القائم والذي هو وعلى شكله الحالي على أسوأ صورة متجلية في غياب المشاريع الجاذبة لليد العاملة و الخبرات لأبناء البلدين..
*ان يصبح الفضاء الحالي مناخا مناسب للتبادلات المتعددة تجاريا وسياحيا وماليا باقامة مشاريع مربحة لكلا الجانبين لا مكانا تختبئ فيه العناصر الارهابية لاحداث الفوضى وشل الحراك الإيجابي الدافع إلى تحقيق النماء الشامل.
واقع تنموي هزيل ولا يفي بالحاجة :
ان إقامة التنمية وهي محدودة الان لا تكون حقيقة ملموسة وذات جدوى عملي إلا بالتركيز على إقامة البنية الأساسية الضرورية متمثلة في مد الطرقات واساسا السريعة إلى جانب تطوير السكك الحديدية بقطارات متطورة تقدم الخدمات المتعددة واللائقة في اطار يسوده الاستقرار والامن لطالبيها وبالتالي التمكن من الحد من العزلة المواطنية التي يعيشها الفضاء المغاربي الذي يعرف اسؤا معطياته الموضوعية والتاريخية بسبب النزاعات القائمة على أكثر من صعيد :
*الخلاف الجزائري المغربي بسبب منطقة الصحراء الغربية والذي وضع اسفين فرقة وتوترات منذرة بأحد المشاكل الأمنية إن لم يتم نزع فتيلها.
*الوضع السيئ السائد في ليبيا والذي كانت انعكاساته كارثية على أبناء المنطقة على مستويات عدة ومن اهمها الاقتصادية.
ان عالم اليوم المتقدم يعيش واقعا آخر مرتكزا على العمل و التنمية والاستثمار والرفع من مستوى الإنسان على خلاف ما تعيشه المنطقة المغاربية من الام الفرقة وازمات المشاكل ونتائج الصراعات الاقليميه التي عبثت بالمنطقة ودمرتها من أساسها.
تتحدث الأرقام الاقتصادية عن قيمة التبادلات بين البلدان بشكل عام و المغاربية بشكل خاص وهي هزيلة وضعيفة ولا قيمة لها ولا تكاد تذكر إذ لا تتجاوز في أحسن الاحوال 2٪ في حين اننا نرى إن علاقاتنا الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي هي في مستوى عال زهام ويصل إلى ما يزيد عن 70٪..
وخلاصة الحديث إن هذه الاحداث والمناسبات المغاربية ينبغي أن يتم التركيز خلالها على مشاريع دافعة وإيجابية ومثمرة تقطع مع السائد الذي جعل من التونسي وخارج حدوده المتشرد والباحث عن ما يوفر إليه لقمة العيش وهو جانب يسئ إلينا كتونسيين من منطلق إن هناك إمكانيات هائلة لا بد من استثمارها و الاستفادة منها عوضا عن هذه الصراعات العبثية التي دمرت المنطقة والتي أسهم في تغذيتها جهات محلية و إقليمية لا هم لها إلا اشعال الفتن لبث الفرقة وتثبيط الهمم.
--------------------
* استاذ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار.صجفي ورئيس تحرير سابق بالاذاعة التونسية

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات