مجلة "الحياة الثقافية" مكسب وطني للمبدعين لابد من المحافظة عليه شهادة بقلم يونس سلطاني، رئيس التحرير مجلة "الحياة الثقافية" مكسب وطني للمبدعين لابد من المحافظة عليه شهادة بقلم يونس سلطاني، رئيس التحرير

مجلة "الحياة الثقافية" مكسب وطني للمبدعين لابد من المحافظة عليه شهادة بقلم يونس سلطاني، رئيس التحرير

 مجلة "الحياة الثقافية" 

مكسب وطني للمبدعين لابد من المحافظة عليه





*شهادة بقلم يونس سلطاني، رئيس التحرير



يعود تأسيس مجلة الحياة الثقافية إلى سنة 1975 ببادرة من الأديب الكبير محمود المسعدي وزير الثقافة آنذاك. وقد لعبت دورا أساسيا في نشر الثقافة التونسية والتعريف بالكتاب التونسيين بمختلف فئاتهم العمرية مما جعل من المجلة قبلة تشرئب لها أعناق الأدباء والباحثين والمفكرين في ربوع الوطن العربي.

إنها واحدة من أهم وأكثر المجلات العربية تأثيرا في النخبة الثقافية لما تحويه من موضوعات تخوض في قضايا الإبداع النقدي وقضايا الأدب وتجيب على أسئلة الثقافة الراهنة في كافة دوائر المعرفة والعلوم وتحاول القيام بدور رائد في عملية التغيير والتركيز على إنتاج المعرفة والإعلاء من دور العقل الناقد، فكانت جسرا يربط ما بين الموروث الثقافي والاجتماعي وما بين المعرفة والفنون  وهي مرآة عاكسة للحراك الثقافي التونسي ومجال حوار وتلاقح وبحث مستمر للابتكار والخلق الإبداعي.  

الاهتمامات الأدبية والفكرية والفنية لمجلة الحياة الثقافية

لقد صدرت هذه المجلة منذ سبع وأربعين سنة لتسدّ فراغا في مجال المجلات الأدبية التي كانت تونس وقتـــذاك بحاجة لها، إذ لم تكن وقتها من مجلة عدا مجلة "الفكر" التي أدّت هي الأخرى دورا مهما في نشر وتوثيق أدبنا التونسي.

* و"الحياة الثقافية" التي هي هدية تونس للمبدعين التونسيين وكذلك المبدعين العرب حرصت طيلة مسيرتها على الاهتمام بمختلف مجالات الأدب والفنون، فالتقت العديد من رجالات الفكر والإبداع لمحاورتهم والوقوف عند رؤاهم الفكرية والفنية والفلسفية. 

* كما حرصت المجلة على تسليط الضوء على ما تزخر به المدن التونسية من مخزون تراثي مادي وآخر غير مادي. فمن المعلوم أن التراث في ربوع تونس لا يقتصر على المعالم والآثار المادية بل يضمّ أيضا تلك التقاليد وأشكال التعابير الحية الموروثة عن الأسلاف والتي انتقلت من جيل إلى جيل ورسّخت لدى السكان الشعور بالهوية، ذلك تراثنا يزخر بعديد المهارات الحرفية والطقوس والممارسات الاجتماعية والمعارف والأغاني واللهجات والملابس والتعابير والأمثال، وقد لعبت الحياة الثقافية دورا محوريا في التعريف بعديد المدن التونسية وأصدرت في الغرض أعدادا خاصة ساهم في تأثيثها ثلة من الباحثين والمختصين في مجال التراث والتنمية الثقافية.

* وتتنوع المواد الأدبية والفكرية التي تنشر على صفحات "الحياة الثقافية" لتشمل مختلف مجالات الفنون كالمسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية حيث أصدرت المجلة أعدادا خاصة بمجمل التعبيرات الفنية شارك فيها العديد من المهتمين والمختصين في الفن الرابع والفن السابع والرسامين والموسيقيين.

* كما اهتمت الحياة الثقافية بمختلف الأجناس الأدبية من شعر وقصة قصيرة ورواية ودراسات نقدية وقراءات وتقديم كتب وخصصت في الغرض العديد من الأعداد التي أصبحت مراجع بحث لدى الطلبة والباحثين بل إن بعض لجان الأطروحات الجامعية باتت تعتمد "الحياة الثقافية" كمرجع نشر يُشترط على طالب البحث توفيره.



مساهمة المجلة في احتضان الكتاب والمبدعين:

لقد حرصت الحياة الثقافية على الإحاطة بمختلف الكتاب والمبدعين، فقد انفتحت المجلة بعد 2011 على كل التجارب الإبداعية ومن كافة الاتجاهات الفكرية والأدبية ولا امتياز لنص على آخر إلاّ بأهميته ومقدار الإضافة والفائدة العلمية والأدبية التي يُحققها. وفي هذا السياق اهتمت "الحياة الثقافية" بنتـــاجات الشباب ومنحــت للكثيرين منهـــم الفرصــــة في الظهور وتأكيد أسمائهم من أجل تواصل الأجيال وخلق الاستمرارية الفاعلة.

جدول في تطور عدد الكتاب المساهمين في "الحياة الثقافية"

نموذج بياني بمعدل خمس سنوات

السنة

عدد الكتاب

2011

155

2016

194

2021

227


في مستوى إشعاع "الحياة الثقافية"

لقد مثلت الحياة الثقافية إضافة دائمة ونهرا متدفقا لا يسقي النخبة الثقافية التونسية فقط بل يجري ليروي العامة ومحبي الأدب والإبداع في العالم العربي، فقد امتد إشعاع المجلة لتصل إلى أدباء وأقسام جامعات في دول المغرب العربي وبلدان المشرق والقارة الأفريقية وأوروبا وأمريكا وآسيا  إلى جانب إصرار السفراء المعتمدين في تونس على الاطلاع على ما تنشره الحياة الثقافية كما حظيت المجلة بمتابعة إعلامية داخل تونس وخارجها .

أما على مستوى الداخل التونسي، فإن مجلة الحياة الثقافية وإلى جانب ما تعرضه في المندوبيات الجهوية والمكتبات ودور الثقافة، فإنها تتوفر في أغلب أكشاك المدن التونسية وفقا لاتفاقية شراكة بين المجلة والشركة التونسية للصحافة والتوزيع.


في بعض الصعوبات التي تمر بها المجلة


أمام الارتفاع المشط لأسعار ورق النسخ والطباعة فقد اضطرت المجلة إلى التخفيض في عدد النسخ المطبوعة في كل عدد  وهو ما أثر سلبا في تراجع الترويج للمجلة :


السنوات 

عدد النسخ المطبوعة

2011

3000

2016

1650

2021

1000

وفي نفس سياق تداعيات ارتفاع أسعار الورق قامت "الحياة الثقافية" بالتقليص في عدد صفحات المجلة عند كل إصدار ، فمن 160 صفحة سنة 2016 تقلص العدد إلى 136 صفحة في موفى 2021.

إن الاحتفاء معكم اليوم بمرور سبع وأربعين سنة على تأسيس مجلة الحياة الثقافية، يُشكل احتفاء بالإبداع التونسي ونخبه وكذلك بشبابه الذي تحرص المجلة على مزيد الإحاطة به من خلال اكتشاف مختلف المواهب والتعبيرات الثقافية والفنية وتقديم الجاد منها على صفحات المجلة حتى تكون منارة ثقافية فاعلة في تقديم وتوثيق الإبداع الأدبي والفكري التونسي ومزيد إشعاعه خدمة للثقافة التونسية ورجالاتها.

إن مجلة الحياة الثقافية هي ثمرة جهود وزارة الشؤون الثقافية وكل الذين توالوا على الخط التحريري للمجلة التي هي بالنتيجة مكسب أدبي وجب الحفاظ عليه، إذ ليست هناك مجلة غير "الحياة الثقافية" الصادرة عن جهة رسمية وتُعنى بالإحاطة بالكتاب والمبدعين وتحرص على الترويج للإبداع الأدبي والفكري داخل تونس وخارجها.

---------------------

* قدمت في الندوه الفكريه لمهرجان مرآة الوسط الثقافي حول المجلات الثقافيه الورقيه


التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات