في الدورة 32 من مهرجان مرآة الوسط الثقافي
بسيدي بوزيد
❖ حديث عن صعوبات وعثرات المجلات الثقافية وخاصة منها الجهوية
⮘ تكريم إعلاميين ووسائل إعلام تونسية وعربية.
⮘ تحية وفاء لأرواح كتاب ومبدعين فقدتهم الساحة الثقافية مؤخرا.
سيدي بوزيد - الصباح // علياء بن نحيله
" استطاع مهرجان مرآة الوسط الذي تنظمه جمعية النهوض بمجلة مرآة الوسط بدعم من وزارة الشؤون الثقافية أن يصمد أمام كل الصعوبات وأن يتجدد باستمرار ليكون محطة مهمة في المشهد الثقافي التونسي والعربي ويصل إلى دورته 32 وهذا بدعم وزارة الشؤون الثقافية ومن مريدي المجلة والحريصين على تواصل ظهورها." هكذا تحدث الكاتب والإعلامي محمود الحرشاني في افتتاحه لمهرجان مرآة الوسط صباح الجمعة 28 أكتوبر الجاري.
وأعلن الحرشاني بالمناسبة عن إمضاء اتفاقيات شراكة بين جمعية المهرجان وجمعيات ثقافية أخرى والمكتبة العمومية شارع بورقيبة بسيدي بوزيد والتي شهدت كل فعاليات الدورة.
هذا المهرجان حضره عدد من مثقفي جهة سيدي بوزيد وشعرائها وضيوف من عدد من ولايات الجمهورية ووفد يمثل مركز المختار الثقافي بصفاقس تمهيدا لبرنامج تعاون وشراكة بين المركز وجمعية النهوض بمرآة الوسط في قادم الأيام.
وقد اشتمل على معرض وثائقي تم تنظيمه بفضاء المكتبة العمومية عرضت فيه لجنة التنظيم أكثر من خمسين مجلة بين تونسية وعربية من بينها الأعداد الأولى لهذه المجلات التي احتفظ بها محمود الحرشاني وحفظها بعناية حتى يخال الناظر أنها أعداد جديدة.
وخلال هذه الدورة أيضا وكالعادة تم تنظيم ندوة فكرية تمحورت حول موضوع "المجلات الثقافية الورقية وما تواجهه من صعوبات في ظل سرعة الانتقال الرقمي". وفي هذا المجال تم تقديم ثلاث مداخلات افتتحها الباحث في شؤون الاتصال الصحراوي قمعون بمداخلة عن "الدور النضالي والوطني الموكول اليوم إلى الصحافة بشكل عام من خلال آخر إصداراته وهو كتاب "قرن ونصف من الصحافة في تونس" وتحدث فيه عن "مسارات الحركة الاصلاحية والحرية والتعددية وأدرج بين صفحاته (دليل الصحف الصادرة منذ الرائد ارسمي التونسي عام 1860 إلى اليوم) وقد استعرض بالمناسبة عديد التجارب التي لم يؤثر فيها الانتقال الرقمي على وضعية الصحافة المكتوبة قائلا أن هذه الصحف والمجلات استطاعت أن تستنبط أدوات جعلتها تستفيد إلى أقصى حد من الانتقال الرقمي دون أن يؤثر ذلك على المضمون الورقي كما أبرز خطورة تخلي الدولة على دعمها للصحافة مما جعلها تعاني اليوم عديد الصعوبات.
مجلة "صدى الصحراء" تميزت وتألق كتابها ولكنها توقفت.
وتحدث الباحث جلال الشعينبي عن تجربة مجلة "صدى الصحراء" التي صدرت بولاية قبلي في سبعينيات القرن الماضي واستعرض خصائصها كتجربة مهمة ومميزة في مجال الصحافة الجهوية الثقافية وقال أنها لم تعمر طويلا وتوقفت بعد أعداد قليلة عرضها على الجمهور المتابع للندوة.
الكاتب والصحفي محمود الحرشاني تحدث في مداخلته عن مساهمة المجلات الثقافية في تمتين العلاقة بين أدباء المشرق وأدباء المغرب منذ ثلاثينات القرن الماضي إلى اليوم من بينها مجلات "ابولو" و"الهلال" المصريتين و"الفكر" و "الحياة الثقافية" التونسيتين.
اشتملت الندوة أيضا على شهادات جول أهم المحطات في حياة مجلات ثقافية مختصة مثل مجلة قصص التي تصدر عن نادي القصة بالوردية قدمها الكاتب يوسف عبدالعاطي ومجلة الحياة الثقافية التي تصدر عن وزارة الشؤون الثقافية والتي تحدث عنها رئيس تحريرها الكاتب يونس السلطاني في رسالة قرأها محمود الحرشاني نيابة عنه لتعذر حضوره بسبب ظروف العمل، وانتهت الجلسة الصباحية بتكريم مجموعة من الاعلاميين ووسائل الإعلام ومن بينها جريدة "الصباح" كما تم تكريم مجلتي الحياة الثقافية وقصص التونسيين ومجلات العربي والمجلة العربية ومجلة الفيصل السعودية، والشاعر الحضري المحمودي والباحث في مجال الاتصال الصحراوي جلال الشعينبي كما كان اليوم الأول مناسبة لتقديم مجموعة من الإصدارات الجديدة من قبل أصحابها.
تحية وفاء وإجلال
برنامج المهرجان كان ثريا ومتنوعا تراشحت فيه الفنون وتعددت حيث خصصت الجلسة المسائية اليوم الأول لأمسية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء وهم الشاعرة اسمهان اليعقوبي من القيروان والحضري المحمودي وعبدالسلام شعيبي من سيدي بوزيد وحسناء وفاء الجلاصي من سوسة.
وتم خلال هذه الجلسة تقديم تحية وفاء لأرواح عدد من الكتاب والمبدعين من أصدقاء المهرجان الذين رحلوا في الآونة الأخيرة وهم الكاتب محمد البدوي والشاعرة فاطمة من فضيلة والصحفي علي البقلوطي وتم التأكيد على الدور الذي قام به كل واحد من هؤلاء في المجالين الثقافي والإعلامي..
قال محمود الحرشاني رئيس جمعية النهوض بمجلة مرآة الوسط : " مجلات كثيرة اندثرت بوفاة مؤسسيها أو أصحابها وقد تندثر مجلة مرآة الوسط بعدي فمن يمكنه اليوم أن يتحمل صعوبة الحصول على الدعم والتمويل في هذه اظروف الاقتصادية الصعبة وعناء التنقل من الجهات إلى المركز ولو أن وزارة الشؤون الثقافية مشكورة تدعمنا وتذلل المصاعب أمانا وتشجعنا على التواصل وعلى كل ما يساعد على التنظيم المحكم."
وأضاف الحرشاني : "... ومن يمكنه أن يصبر على كل هذه الضغوطات من أجل تنظيم تظاهرة جيدة ثرية ومتكاملة تبقى محاضراتها وثائق يستعين بها الباحثون ويتعرف الشعراء المشاركون فيها على بعضهم البعض وعلى مبدعي الجهة إلا إنسان مسكون بهاجس تطوير الثقافة والنهوض بها في جهته."
علياء بن نحيلة
المرجــع : جريدة الصباح - الأحد 30-10-2022
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا