الدكتور المنجي الكعبي يكتب لكم ...قصة مقال الدكتور المنجي الكعبي يكتب لكم ...قصة مقال

الدكتور المنجي الكعبي يكتب لكم ...قصة مقال

 قصة مقال

بقلم الدكتور المنجي الكعبي


طلب مني صديق في العام الماضي يعتني بإخراج الأعمال الكاملة للأديب محمد العروسي المطوي إن كان لدي ما أكتبه عن المرحوم ليدرجه فيما يجمعه من شهادات معاصريه، خاصة لمعرفتي بالرجل زميلا في مجلس الامة وقبل ذلك طالبا في بغداد حين كان هو سفيرا في العراق فكتبت له ما حضرني وقتها ولكن بقي في خاطري ما كان يجب علي أن أذكره من صلتي به في فترة تالية وهو مشرف على الملحق الثقافي بجريدة العمل إثر عودتي من تخرجي بالماجستير من جامعة القاهرة سنة ١٩٦٦ وحصولي بتونس وسحب جواز سفري لمنعي من الالتحاق بالسربون للدراسات العليا .
فقد صادفته في الطريق بشارع باب منارة قرب المكتبة الشرقية مع ثلة من الأصدقاء الأدباء فحمد الصدفة ليعرض عليّ كتابة مقال لنشره في العدد القادم بالجريدة فوعدته بعدم التأخر عند أول مناسبة تعرض فبادرني بكتاب كان تسلمه لتوه لتقديمه بالجريدة وقال لي: ألست الأولى به وأنت صاحب اختصاص في اللغة وحديث التخرج وهو ترجمة من الفرنسية لأستاذ ربما تعرفه وسماه لي فقلت له هو استاذي في اللغة الانقليزية في المرحلة الثانية ثانوي بمعهد ابن رشد للتعليم العصري الزيتوني. وكان يعيرنا بزيتونيتنا وتخلفنا وانحطاطنا وهو يدخّن غليونه في القسم ويتباهى بسربونيته حتى ليثير بعضنا للرد عليه وتحديه.
فكتبت المقال الذي أعرضه هنا على قرائي الأعزاء وهو المقال الذي عرفني به الوسط الثقافي والعلمي في تونس قبل انتقالي الى باريس للدكتوراه.
ويعلم الله كيف حمل عليّ رجالات الجامعة التونسية من كلية الآداب بسببه ومناصبتي العداء من أجله الى حد ملاحقتي الى باريس والتدخل لدى المشرف شارل بيلا قبل شهور من تاريخ المناقشة لكي يلغيها أو يؤجلها حتى يسوي الطالب وضعيته مع جامعة بلاده.
والقصة معروفة، وفي أذني دائماً ما قاله البروفسور بيلا للحمزاوي مخسئاً وهو الذي جاءه مبتعثا بمهمة رسمية للغرض وفقا للعلاقات الثقافية بين تونس وفرنسا، قال له بعد أن أحبرني خبره لطمأنتي وتشجيعي: ومتى كانت الجامعة التونسية تشرف على جامعة باريس السوربون!
ومقالاتي بعد عودتي منتصراً بالدكتوراه بمرتبة الشرف العليا من السربون، وأنا في سني الأصغر وتكويني الأصلي المتميز، ربما فسروها بمثابة رد فعل على مواقفهم مني أكثر منه علم ونقد.
وأذكر بالمناسبة أنني بعد نشر هذا المقال بشهور وحصولي بباريس رغم العراقيل التقيت صدفة على الأكل في المطعم الجامعي بأحد تلاميذ الاستاذ القرمادي، الطيب البكوش، ولم أكن اعرفه ولا يعرفني حتى قدمنا لبعضنا صديق مشترك فبهت ولم يتمالك القول: أنت المنجي الكعبي الذي كتب المقال على القرمادي في العمل .. تصورتك كبير السن في تعليقي على المقال عند عرضي للكتاب، فقلت واين نشرته؟ قال: في المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية، فلا تأخذ في خاطرك مني لبعض العبارات فهو أستاذي وطلب مني أن أقسو ما أمكن. فتبسمت وسقط من عيني تسعة أعشار منه وبقي عشر الاحترام له دون أن أقبل عذره، وفي قلبي رثيت للعلاقة بين التلمذية والأستاذية في جامعتنا التونسية إذا كانت على هذه الصفة من التجرد لغير العلم.

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات