فارس الدواميس
بقلم الدكتور محمد حسين فنطر
قرص من طين مشوي يعود الى القرن السادس قبل ميلاد المسيح قطره تسعة سنتم وسمكه سنتيمتران اثنان طبعت على وجهه قبل شيّه صورة فارس مسلّح التقطه سماحة الأب ديلاتر سنة 1895 إثر كشف الغطاء عن قبر تابع لمدفنة الدواميس في قرطاج وعرّف به في مقال نشرته مجلّة فرنسية تصدرها اذذاك جمعية الأثاريين الفرنسيين في عددها الصادر سنة 1897. على وجه القرص وقبل شيّه في التنّور طبعت على وجهه صورة فارس استوى على ظهر مطيته عارية لا سرج عليها. عرفها يتدلّى خصلات متوازية على العنق والجبهة. أمّا الفارس فهو مسلّح يحمي صدره ترس مستدير الشكل حافته سميكة متينة مقوّرة مشفوعة بخيط يحيط بها وله سرّة مستدرة ناتئة. مسك الفارس بيده اليمنى عنان جواده الراكض ورمحا عصاه طويلة يعلوها سنّ ثلاثي الشكل مذبّب. حما رأسه بحوذة ممهورة بعرف طويل يلامس ما بين كتفيه. هذا ولم يتردّد الدّمّي في زخرفة ما بقي من فضاء في مهاد القرص فملأ الفراغ بصورة الأزهرين وهما الشمس والقمر وراء ظهر الفارس وأسكن هرة اللوتس بين رأس الجواد وقائمتيه الأماميتين وفي أسفل المهاد نرى كلبا يعدو وفي عنقه نشقة. فهل نحن في حضرة إله له علاقة بالحرب أم هي صورة فارس يريد الإتحاف بساحة الوغى؟ لا ندري. الثّابت أنّها وثيقة يمكن ضمها الى ملفّ الجيش والأسلحة في قرطاج
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا