الكاتبة فريدة العاطفي تكتب لكم من باريس..تلاقي الارواح هل هو ممكن؟ الكاتبة فريدة العاطفي تكتب لكم من باريس..تلاقي الارواح هل هو ممكن؟

الكاتبة فريدة العاطفي تكتب لكم من باريس..تلاقي الارواح هل هو ممكن؟

 من باريس . فريدة العاطفي



 جئت من مدينة تولوز إلى اورليون مؤخرا بالكورفواتيراج، مع شابة في السابعة والعشرين من عمرها ، أحبت شابا من اورليون وبدأت تأتي إليه ويأتي إليها...وتعبر كيلو مترات عديدة بسيارتها للوصول إليه وإلى سكن لقلبها...في الطريق تحمل معها مسافرين يؤنسونها، ويساعدونها في تكاليف السفر.

صاحبنا شاب اسمه مارك في الخامسة والعشرين ، وطالبة في 21 من عمرها.... كانت رحلة شبابية بامتياز...الفتاة تحكي عن حبيبها الذي جاءت من أجله إلى اورليون ، والشاب عن حبيبته القاطنة بجنوب فرنسا ... والطالبة بينهما صامتة تفكر في أمها المريضة كما قالت ، وانا استمع...
فجأة لا أعرف كيف أحسست أن خيطا جميلا بدأ ينمو بين السائقة واسمها ماتيلد والشاب ،كان ذلك النوع من الخيوط الذي يشدنا لأشخاص لا نعرفهم، ولا يعرفوننا ... ولكنه هو الذي يخلق التعارف...تعارفا من نوع خاص ...تعارف الأرواح مع بعضها.
بعض الفلسفات الروحانية ترى أن الأرواح تنتمي لعائلات ، والأرواح التي تتشابه هي ارواح تنتمي لنفس العائلة الروحية...فربما اذن روح ماتيلد تنتمي لنفس عائلة الروح التي ينتمي إليها مارك وهذا اسمه.....من يدري ! العالم الروحي مليء بالاسرار ؟؟ !!!
بدأت الفتاة ترتبك وهي تقود السيارة، وكلما ارتبكت يحس بها. فيقترب برأسه منها ( لانه كان جالسا بالخلف) ويدلها على الطريق...وكلما اقترب أحسها تشعر بالامان ...فيضيء وجهها بفرح ودهشة وحزن ...ويضيء وجهه بالمقابل بنفس الاضواء التي تضيء وجهها...
نزل الشاب في منطقة اسمها Salbris قريبة من اورليون... بينما ا اوصلتني ماتيلد الى بيتي.
قالت لي ونحن نصل : " تمنيت أن أبقى قليلا معك...لا أعرف ما الذي يحصل بداخلي...هل تؤمنين بالحب من اول نظرة؟ .. وهل؟ "
ولم تكمل السؤال...فهمت أنها تريد أن تسأل عنه.
فأجبتها : " يبدو لي أنه احس بنفس احساسك، هو أيضا لم يكن يريد أن يتركك...احس ان هذه القصة بينكما لن تتوقف هنا...هذه اللهفة ستكبر وتخلق علاقة."
أجابتني: " لكن أنا على علاقة بشخص آخر."
احببتها بشيء علمته لي الحياة عن قدر العلاقات العاطفية والانسانية : " بعض الناس يأتون لحياتنا ليس لكي يبقوا، ولكن لكي يكونوا سببا في تعرفنا على أشخاص آخرين ربما هم الذين يكون مقدرا أن يبقوا معنا...ربما تعرفت على صديقك لكي في الطريق إليه تلتقي مارك..."
ذهبت ماتيلد...ودخلت أنا بيتي وسؤالها حاضر بداخلي: " هل هناك فعلا حب من اول نظرة؟ ماذا يعني؟ هل هو تراكم الخبرات في اللاوعي يجعلنا نحس من اللحظة الأولى أن هذا الشخص مناسب؟ هل الأرواح فعلا عائلات حين تلتقي تهفو ونحن لبعضها؟ ... هل ..وهل.؟"

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات