بقلم فراس ميهوب
.
دخلا معا، الى عيادة الطبيب ..هي تبكي، وهو لها مواسٍ، يده على كتفها، جلسا، .عيناه لا تفارقا ن عينيها،
وإن غادرتا، فغير بعيد، تتفحصان بحب ولهفة، بقية الوجه الحزين.
خاطب الطبيب:قايلا
- يا حكيم، لا أعرف ماذا حصل لزوجتي الحبيبة، تغيرت حياتنا، منذ استلامي لعملي الجديد، قبل عام وشهرين.
تحسَّن وضعنا المادي، ولكن حالة زوجتي النفسية، تفاقمت كل يوم للأسوأ.
وجَّه الطبيب حديثه إلى المريضة:
- تحدثي يا بنتي، ما يزعجك في هذه الدنيا؟
- أنا في توتر دائم، لا استطيع السيطرة على أعصابي، أشعر بالضيق، وأبكي دون سبب ظاهر.
- ما علاقة تدهور نفسيتك، باغتناء زوجك المباغت؟
- كنا بألف خير، حتى تولى زوجي إدارة مؤسسة الغاز، أصبحنا أغنياء بسرعة، اشترى لي سيارة فاخرة، وبيتا جديدا، ورمم دارنا القديمة.
- وما المشكلة في ذلك؟
- لم أعد أراه، إلا مرَّة في الأسبوع، صرت وحيدة، وأولادي يفتقدونه أيضا.
غرقت الزوجة بدموعها، كفكفها الزوج اللطيف بيدين حانيتين، وتعهد لها بأن يرضيها، ولو على حساب عمله.
ودون سؤال، أجاب:
- تعرف يا دكتور، بحكم عملي، أنا مضطر للسفر بين مواقع العمل، التي تتبع مديريتي، من حقول الاستخراج، إلى مواقع التصفية، ونقاط التوزيع.
اختلط الأمر على الطبيب، طلب من الزوج الطيب، أن يصطحب زوجته إلى البيت، وصف لها دواء مهدئا، ونصحهما بإجازة قصيرة، ورجاه أن تراجعه، بعد أسبوع لوحدها، لضرورة الاستجواب الطبي...
عادت الزوجة بعد أيام ثمانية، تحمل بين قسمات وجهها ذات الأسى، ولكن بصمت، و دون عبرات طافرة.
استلقت على سرير الاعتراف الطبي، وألقت ما في جعبتها:
- عشت مع زوجي خمسة عشر عاما، كان مهندسا نزيها في شركة الغاز، وذي دخل محدود، فجأة عُزِل المدير السابق، فعينوه مديرا.
انقلبت حياته، كل شيء للأحسن، غمرني بالهدايا، إلا أنه أهملني بشكل كامل، علمت أنه اشترى منزلا في العاصمة، واجهته، احتجَّ بضرورات العمل.
- ما هو سبب شجنك، وتوترك الدائم إذن؟
- عندما عاد نهاية الأسبوع الماضي إلى البيت، أردت غسل ثيابه، وجدت دفتر العائلة في إحدى جيوبه.
وقعت بالصدفة على خانة الزوجة الثانية، وتأكدت شكوكي، فقد نقل سكرتيرته من دورها الوظيفي، لتحطَّ بقربي في موقع جديد.
- لكني رأيت بأم العين اهتمامه بك؟!
- إنه بارع في إدارة الأزمات، يريد شراء سكوتي، لكني فكرت طويلا، وقررت الطلاق، ليكن بعدها حرا، وليفعل ما يشاء.
---------------------------------------------
وصلتنا هذه القصة من القارئ فراس ميهوب وهو طبيب سوري مقيم بفرنسا وقد اسعدنا جدا تواصله معنا ومع مجلتنا
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا