الانتخابات الرئاسية الامريكية من سيكون الرئيس "حامي السلام" و "مدبر الرخاء" ام البطة العرجاء ؟ الانتخابات الرئاسية الامريكية من سيكون الرئيس "حامي السلام" و "مدبر الرخاء" ام البطة العرجاء ؟

الانتخابات الرئاسية الامريكية من سيكون الرئيس "حامي السلام" و "مدبر الرخاء" ام البطة العرجاء ؟






                                                           بقلم ياسين فرحاتي

                                  
     كاتب واعلامي.عضو اسرة التحرير 








تعيش الولايات المتحدة الامريكية منذ اسابيع بحساب الساعات و الدقايقو الثواني، و من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ، " سباقا محموما" نحو " بيت الرييس "، كما يقال بين المترشح المخضرم بايدن و الرييس الجمهوري ترامب. هذه الانتخابات تشبه الى حد ما تلك التي جمعت سنة 2000 بين نايب الرييس بيل كلينتون المرشح الديمقراطي ال غور و المرشح الجمهوري جورج ولكر بوش و التي شابتها عدة شوايب و انتهت بانتخاب جورج بوش رييسا. 
و تاتي انتخابات سنة 2020 التي ستجرى في الثالث من نوفمبر لاختيار رييس اقوى دولة في العالم و هي بالمناسبة تثير انشغال الراي العالمي باسره، في "مناخ سياسي" عام مشوب بالحذر و القلق و الشك داخليا و خارجيا، بسبب تداعيات ازمة فيروس كورونا المستجد و التي اربكت حسابات الدول الكبرى منها و الصغرى على حد السواء ، وهي في جوهر الصراع السياسي بين الديمقراطيين و الجمهوريين و يعتبر جو بايدن ان ترامب
 قد اساء ادارة الازمة لان عدد المتوفين تجاوز الى حد الساعة 250 الف. و قد جعلت هذه الجايحة البشرية في حيرة من امرها وسط الحديث عن لقاحات قد تكون متوفرة مع نهاية هذه السنة. > > > فماهي اهم خصايص النظام السياسي الامريكي و ما هي ابرز مواصفات الرييس الامريكي ؟ و كيف تبدو الخارطة الانتخابية ؟ و ما مدى مصداقية استطلاعات الراي العام؟ و ما هو دور اللوبي اليهودي؟ و اي اثر متوقع لفوز اي من المرشحين على العلاقات مع روسيا و الصين و ايران؟. > > > 
و سعيا مني حتى ينجلي ذلك الغموض الذي يحيط بالعملية الانتخابية المعقدة بالنسبة للقارىء العربي المهتم بالشان السياسي الامريكي و تبدو الرؤية اكثر وضوحا اجريت قراءة مستفيضة و بحثا و تقصي على الشبكة العنكبوتية لاكثر من مصدر صحفي و اعلامي بحيث تمكنت من رصد عدد لا باس به من المعلومات المفيدة جدا و قد استعنت ايضا بموسوعة عربية متميزة عنوانها " النظم السياسية: الدولة و الحكومة " للدكتور اللبناني محمد كامل عبلة حول ميزات و خصايص النظام السياسي الامريكي و صفات و صلاحيات الرييس الامريكي
 تتكون الولايات المتحدة الامريكية من 50 ولاية بالاضافة الى مقاطعة فيدرالية واحدة هي العاصمة واشنطن. و من المعلوم ان عدد سكان الولايات المتحدة قد بلغ حسب احصاءيات سنة 2019، 328.2 مليون نسمة و طبعا ليس مسموحا لاي كان بالمشاركة بل ثمة ضوابط و شروط و موانع ان رييس الجمهورية لا يقف دوره عند مجرد كونه رمزا للشعب ، و لكنه يعبر عن امال الشعب، اذ يقوم باعمال ايجابية كثيرة، وهو الذي يدير دفة الحكم مستعينا في ذلك بجهاز ضخم من الموظفين . و يعتبر رييس الجمهورية مسؤولا - بل لعله المسؤول الاول- عن سلامة سير الجهاز الاداري و سلوك و اخلاق و امانة و كفاية اعضاءه و مدى استجابة ذلك الجهاز لرغبات الشعب.
 و قد منح الدستور ( و كذلك الكونغرس ) لرييس الدولة سلطة مراقبة الاعمال اليومية للجهاز التنفيذي اذ خوله الدستور صراحة و ضمنا حق تعيين الموظفين و اقالتهم و سلطة مطلقة فيما يتعلق بالعمل على تنفيذ القوانين بامانة ، فللرييس وحده ان يعين وفق راي و موافقة مجلس الشيوخ الاف الموظفين الذين يديرون دفة الحكم . و له كذلك اقالة و ابعاد الموظفين الذين لا ينفذون القانون بامانة، و سلطة الاقالة المخولة للرييس على هذا النطاق الواسع يطلق عليها اصطلاح " البندقية خلف الباب" وهي بمثابة رمز لحق رييس الدولة باعتباره رييسا اعلى للسلطة التنفيذية.
 و رييس الجمهورية هو رييس السلطة التنفيذية ايضا، وهو يملك و يحكم بعكس رييس الدولة في النظام البرلماني الذي يسود و لكنه لا يحكم الا عن طريق وزارة تسال امام البرلمان. و يلاحظ ان تطبيقات سلطة رييس الدولة هي تعيين و اقالة كبار الموظفين بارزة في الحياة الامريكية. و هذه السلطة لم تمنح له اعتباطا ، و انما يراد بها في الواقع تمكين الرييس وهو المسؤول عن ادارة شؤون الدولة من ايجاد الجهاز الاداري السليم الرشيد الكفء القادر على ادارة المهمة الموكولة اليه لصالح الشعب. و قد استمد الرييس ايضا سلطات جديدة من البرلمان الاتحادي عن طريق القوانين التي صدرت بخصوص الميزانية و الحساب الختامي في سنة 1921.

 يعتبر رييس الجمهورية الدبلوماسي الاول في الدولة، و لكن يلاحظ ان الدستور لا يعهد لرييس الدولة بتصريف شؤون السياسة الخارجية وحده و انما تتقاسم هذه الوظيفة ثلاث هيات هي : الرييس و البرلمان الاتحادي، و مجلس الشيوخ كذلك ( في بعض الحالات ) ، و بالرغم من هذا التنظيم الدستوري فان سلطة الرييس في هذا المجال هي العليا بالقياس الى دور البرلمان و مجلس الشيوخ. و قد ذكر " جون مارشال" في سنة 1799 عن مركز الرييس ( على الرغم من عداءه للسلطة) بانه المتحدث باسم الدولة في كل علاقاتها الخارجية، وهو الممثل الوحيد لها امام الدول، كذلك فان " جستيس سندر " ( وهو معروف ، مثل مارشال بعداءه للسلطة التنفيذية و للرييس فرانكلين روزفلت بالذات) اقر بالسلطة الكاملة للرييس بصفته لسان حال الحكومة في ميدان العلاقات الخارجية. 

و من يتتبع السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية يجد انها خضعت لمبداين متواليين ففي البداية كانت امريكا تنتهج سياسة الحياد و العزلة ، و قد قرر مبدا الحياد " واشنطن " منذ سنة 1793، و استمر ذلك المبدا سايدا و اكده " مونرو " صاحب سياسية العزلة، و لكن الوضع تغير بعد الحرب العالمية ، (حيث خرجت الولايات المتحدة منتصرة باعتبار ان الحرب لم تقع على ارضها )
 و نجد مثالا لذلك القرار الذي اتخذه ايزنهاور سنة 1955 بالذهاب الى مؤتمر القمة، فان هذا الاتجاه الجديد كثيرا ما ادى بامريكا في شخص رييسها الى اتخاذ وجهات نظر معينة حيال الدول الاجنبية بلغت احيانا الحرب مثلما ضد العراق سنة 2003 بعد ان اصبحت القوة الاولى في العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1990،
 و قد شنت الولايات المتحدة و البعض من حلفاءها عدوانا غاشما خارج نطاق الشرعية الدولية قامت على اثره باحتلال العراق و تدميره و نهب ثرواته. كما ان رييس الجمهورية هو القايد العام للقوات المسلحة في وقت السلم و الحرب على السواء وهو الرمز الحي للاعتقاد السايد عند الامريكيين برجحان السلطة المدنية على السلطة العسكرية و للرييس بناء على هذه السلطة ان يصدر توجيهاته و اوامره للجيش الذي عليه واجب الامتثال للتوجيهات و اطاعة الاوامر.
 و قد استغل بعض الرؤساء الامريكيين هذه السلطة الخطيرة في بعض المناسبات و اتخذوا قرارات خطيرة بقصد حماية البلاد و كسر شوكة العدو. و لرييس الدولة بالاضافة الى الاعمال السابقة وهي ذات طابع تنفيذي وظيفة هامة تتصل بالتشريع و تستند الى الدستور و العرف. و يتوقف نجاح الرييس في اداءه لهذه الوظيفة على فطنته و كياسته في القيادة، و قدرته على كسب الانصار في البرلمان، و على الاتجاهات التي تنشا في البرلمان و تكون ودية مع الرييس في اول عهد الرياسة ثم تنقلب الى تمرد قرب النهاية و للرييس وظيفة اخرى- مقررة في الدستور - مضمونها المحافظة على الامن في ربوع البلاد، و يلقب بسببها بلقب " حامي السلام " فعلى الرييس العمل حماية البلاد من الاضطرابات و الكوارث و التخلص منها و من اثارها اذا حدثت ، و بذلك تكون له - في هذا الميدان-مهمة وقاءية و اخرى علاجية، و قد منحه الدستور و القوانين سلطة واسعةليتمكن من اداء هذه الوظيفة على الوجه المرضي. و للرييس وظيفة كبرى في ميدان النشاط الاقتصادي، و يلقب في هذا المجال بلقب " مدبر الرخاء"
 فهو المسؤول عن الرخاء، وهو المسؤول عن منع الثراء غير المشروع و عن تجنب الهزات الاقتصادية العنيفة، و لنتذكر ان فترة حكم الرييس جورج بوش الابن قد شهدت فيها البلاد و العالم اعنف ازمة مالية في عصرنا الحاضر سنة 2008. و لكن نلاحظ بخصوص هذه الوظيفة ان البعض يعرض في تدخل الحكومة في الشؤون الاقتصادية و يتمسكون بمبدا الحرية الاقتصادية . و لكن مطالب الحياة و ظروف العصر الحاضر اصبحت تحتم على الحكومة التدخل في النشاط الاقتصادي و توجيهه لان مبدا الحرية الاقتصادية لا يمكن اتباعه على اطلاقه في الوقت 
و يوضح ما تقدم و تؤيده رسالة للرييس ايزنهاور ارفقها بالتقرير الاقتصادي لسنة 1953 ووجهها للبرلمان و ذكر بها رايه في مجال تبرير تدخل الدولة في ميدان الاقتصاد " ان مطالب الحياة العصرية و حالة العالم غير المستقرة كلاهما يستلزم قيام الحكومة بدور اكثر اهمية من الدور الذي كانت تقوم به في الاوقات العادية الهادءة..." . و هذا الراي الذي ابرزه الرييس ايزنهاور في رسالته يبين مدى ادراكه لمسؤولية الحكومة في الوقت الحاضر بالرغم من انه ينتمي الى الحزب الجمهوري الذي يؤمن بحرية النشاط الاقتصادي

 و يتم اختيار الرييس عن طريق الانتخاب المباشر و على الرييس الفايز ان يحصل على 26 صوتا اي غالبية الولايات. و من المعلوم حزب رمزه او شعاره الخاص به ، حيث يمثل الفيل شعار الحزب الجمهوري،بينما يمثل الحمار الوحشي شعار الحزب الديمقراطي. تنقسم المناطق الانتخابية الى صنفين كالتالي: " المناطق الامنة" وهي الولايات المؤيدة تاريخيا لكل حزب، حيث تسمى بالنسبة للحزب الديمقراطي ب" الولايات الزرقاء" بينما تسمى بالنسبة للحزب الجمهوري ب " الولايات الحمراء" . " الولايات المتارجحة" 

و تعرف ايضا ب " الولايات البنفسجية "، و تعتبر ساحة معركة سياسية بين الحزبين بناء على معطيات سياسية و اقتصادية و اجتماعية قابلة للتغير. و هذه بعض المميزات الحزبية لابرز الولايات الامريكية: - ولاية فلوريدا: وهي معروفة تاريخيا بموالاتها للجمهوريين بسبب انها تضم من بين قاطنيها عددا من المتقاعدين و امريكيين من اصل كوبي مؤيدين للجمهوريين. و يراهن الرييس ترامب على ولاية فلوريدا. -ولاية بنسلفانيا: و تعتبر منقسمة اذ يعتبر سكانها الريفيون من المؤيدين للجمهوريين بينما كبريات مدنها مثل فيلادلفيا و بيتسبرغ مؤيدتان للديمقراطيين. و قد قال ترامب في لقاء جماهيري غصت فيه القاعة بانصاره انه " سينتصر في بنسلفانيا و هي مفتاح فوزه في الانتخابات ". - ولاية اوهايو و كارولينا الشماليةو ولاية فرجينيا التي تعرف على اساس انها ولاية محافظة. - ولاية ميسوري: تعرف بدعمها شبه المطلق للجمهوريين. - ولاية وسكنسن: معروفة بتاييدها للديمقراطيين. - ولاية كولورادو: معروفة بتاييدها للجمهوريين لكن يمكن ان تحدث مفاجات فيها. - ولاية ايوا : يمكن تصنيفها في خانة الولايات البنفسجية شانها قي ذلك شان ولاية نيفادا و كذلك ولاية نيومكسيكو رغم انها مجاورة لولايتي تكساس و اريزونا المؤيدتين تاريخيا للجمهوريين فان تصويتها يتارجح بين الجمهوريين و الديمقراطيين. - و اخيرا ولاية نيوهامشير فهي تعد ديمقراطية، حيث صوتت سنوات2004 و 2008و 2012 لصالح الديمقراطيين.

 يشار غالبا الى المسيحيين من اصل اسباني على انهم الناخبون المتارجحون و ينتمي ما يربو من نصف ذوي الاصول الاسبانية في الولايات المتحدة الى الكاثوليكية، و من المرجح ان يكونوا محافظين اجتماعيا. لكن موقف دونالد ترامب من الهجرة قد يكون من الصعب بالنسبة اليهم التغاضي عنه. و حسب موقع BBCNews فان ثلاثة ارباع الناخبين هم مسيحيون. ومن الملفات الساخنة المطروحة على طاولة النقاش بالنسبة لكلا المرشحين قضايا الامن و الهجرة حيث يحذر ترامب من خطورة الاسلام الراديكالي المتطرف على امن بلاده و التغير المناخي حيث يؤكد ترامب ردا على منافسه بايدن من ان سياسات الديمقراطيين اذا ما فازوا ستؤدي في هذا المجال الى كساد اقتصادي كبير و الميز العنصري التي احدثت موجات غضب كبيرة في كامل الولايات المتحدة و خارجها على اثر المواطن الاسود جورج فلويد على يد رجل امن خنقا و قد لقي تعاطفا معه و مع السود في امريكا و التي لم تتخلص بعد من عقدة الرجل الاسود 

 و لكن لا يمكن تجاهلهم في الانتخابات . كم لا ننسى ايضا قضية الاجهاض. يعود الفضل في استطلاعات الراي العام في الولايات المتحدة الامريكية الى " معهد غالوب "، حيث الاستاذ محمد حسنين هيكلا الكاتب الصحفي المصري الشهير انه قد التقى الدكتور غالوب بغية معرفة منهجيته في قياس الراي العام عندما جاء الى برنستون ابان شهر نوفمبر من عام 1952، لتغطية الانتخابات الامريكية. حسب موقع " ويكيبيديا "، فان استطلاعات المعهد الامريكي للراي العام غالوب مشهود لها بالدقة في التنبؤ الصحيح بنتايج الانتخابات الرياسية في الولايات المتحدة. و هناك استثناءات بارزة لتلك الدقة كفوز ترومان على توماس ديوي عام 1948، حيث اختار اغلب المقترعين ديوي. و ايضا استطلاع غالوب بانتصار جيرالد فورد في عام 1976 امام جيمي كارتر. و قد قدرت صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2006، 
ان متوسط هامش الخطا يتراوح بين 3 في الماءة و 5 في الماءة في استطلاعات الراي بسبب مجموعة كبيرة من الاخطاء المحتملة مثل انحياز الاستجابة و تحيز الاختيار. و قد شهد عام 2016، دخول صحة استطلاعات الراي العام دايرة النقاش مرة اخرى ، اذ تبين في نهاية المطاف عدم صحة استطلاعات الراي الى حد كبير في كل من خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي و الانتخابات الرياسية في الولايات المتحدة. توقعت الاستطلاعات على نطاق واسع فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ، في حين فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بدلا من ذلك في المجمع الانتخابي الذي يبلغ عدده 270 .

 لكن حسب " معهد ابسوس" لقياس الراي العام ، فان بايدن يتقدم على ترامب بفارق 8 نقاط بينما لا يزال نتايج عام 2016 عالقة في مخيلته و يرنو الى تحقيقها خلال الايام القيلية القادمة و يعيد بذلك نفس السيناريو. لكن لا احد على وجه اليقين يمكن ان يقول من الفايز فالامر صعب و كل الاحتمالات و المفاجات واردة طبعا! لكن رايي الشخصي المتواضع هو و منذ رياسة بيل كلينتون و رغم فضيحته الجنسية مع سكريتيرته مونيكا لوينسكي و التي كادت ان تودي بحياته السياسية الا انه نجا. ترامب نفسه نجا من اكثر من امتحان قانوني صعب ، قد يكون و هذا امر نسبيا ان يمنح ترامب دورة ثانية اي ثماني سنوات. لكن ثمة راي اخر مفاده، انه كلما اخطا الجمهوريون كثيرا ياتي رييس ديمقراطي ليصلح الخطا و يعدل الكفة و هو تقريبا ما حصل مع جورج بوش الابن الذي عوضه باراك اوباما الرييس الافريقي الاسود عام 2008 

و و لكن السيد اوباما لم يلق تقديرا كبيرا من حكومة نتانياهو وقتذاك. بالنسبة لليهود، فانهم يعدون خمسة ملايين خلال عام 2019. و قد استطاعت انشاء لوبي يهودي ضاغط و لو وزنه في الولايات المتحدة، بالاعتماد على القانون الامريكي الصادر عام 1946و الذي اعطى الحق للجماعات المختلفة بتشكيل مجموعة ضغط، بهدف ضمان مصالحها من هلال استراتيجيات و تكتيكات متعددة منها " لجنة ايباك" و هذا ما اكده رييس الوزراء الاسراييلي الاسبق اسحاق رابين اثناء عمله كسفير لاسراييل في واشنطن، حيث قال : " اعتقد ان ارتباط الشعب الامريكي و ادارته في اسراييل يفوق وزن الجالية اليهودية و نفوذها ".

 و يستخدم اللوبي اليهودي عبر منظماته العديدة المال و الاعلام و الدعاية لاستمالة بعض اعضاء الكونغرس الى جانب اسراييل. و سيحظى ترامب بعدد كبير من اصوات الناخبين من اللوبي اليهودي خلال انتخابات الثالث من تشرين القادم نظرا للدور البارز للرييس الامريكي الذي اظهر انحيازا و بشكل مطلق لدولة الاحتلال الصهيوني من خلال صفقة القرن و قام بنقل مقر السفارة الامريكية الى القدس كما انه جر اكثر من دولة عربية على غرار الامارت و البحرين و السودان الى التطبيع مع الكيان الاسراييلي و دول اخرى في الطريق كما يقول ترامب، في اكبر هدية مجانية تقدم لهم. لقد اثبتت التحقيقات التي قام بها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي مولر تورط الكرملين في الانتخابات الرياسية لعام 2016 و انهم جاؤوا الى جانب ترامب و قد اسقطت بالتالي عدة شخصيات مرموقة مقربة منه و كادت تسقطه هو نفسه في الفخ الا انه تجاوزها كما قلنا سابقا. بحيث نجد ان المرشح الديمقراطي بايدن يصرح قايلا بان " روسيا تشكل اكبر تهديد امني لبلاده" و اعتقد ان هذا الصراع على المصالح سيتواصل بين الروس و الامريكيين ايا كان الرييس المقبل.

 اما بخصوص الصين و التي تعتبر مصدر الفيروس من وجهة نظر امريكا و الغرب هي " اكبر منافس اقتصادي " في اعتقاد بايدن نفسه. و المعركة على اشدها بين الثلاثة فكيف لامريكا ان تحتوي التوغل الصيني في اكثر من منطقة اقتصادية في العالم. بالنسبة لايران التي يثير ملفها النووي جدلا واسعا بعد ان افشل ترامب الاتفاق الموقع معها في عهد اوباما و كانت حصيلتها غير جيدة نظرا لفقدانها قايد الحرس الثوري قاسم سليماني في غارة امريكية عليه في بغداد ثم العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها لعدة اسباب من ضمنها تدخلها و نصرتها لنظام بشار الاسد في سوريا قد يكون ربما فوز بايدن متنفسا لها رغم ان النقطة الايجابية هو بقاء النظام الايراني على حاله صامدا. الوضع قابل للتغير بمجيء وجه سياسي جديد في الولايات المتحدة او تراجع ترامب في صورة فوزه ثانية عن سياساته العداءية تجاه اكثر من من بلد . العالم ينتظر وجها جديدا لامريكا و للعالم بهدف مزيد التعاون و بناء و ارساء الثقة بينها و بين الدول المهضومة حقوقها مثل فلسطين و لا بد من طي صفحة الكيل بمكيالين و احلال السلام و العدالة في العالم.

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات