بقلم محمود حرشاني
خلال سنة 2004 وبطلب من اذاعة صفاقس انتجت واعددت برنامجا اسبوعيا في اربع حلقات لشهر رمضان 1424 بعنوان رسائل الخالدين تناولت فيه بالتحليل اهمية فن التراسل بين الادباء والكتاب وقدمت نماذج من هذه المراسلات. واشهد ان البرنامج لقي متابعة واسعة من قبل المستمعين الذين وجدوا فيه مادة طريفة لم يالفوها في برامج سابقة.
ولقد اشتهرت في تاريخ الادب العربي قديمه وحديثة رسائل متبادلة بين الادباء والكتب بثوها من صدقهم ورهافة احساسهم ما لم يضمونه في كتاباتهم الاخرى مثل الروايات والقصص والاشعار. وعادة ما تكون هذه الرسائل او المراسلات هي فضاء للبوح بمشاعر خاصة او الحديث عن لحظات هاربة من مفكرة الزمن..
وع الاسف لم يصلنا من هذه الرسائل الا ما تم نشره في كتب او افرج عنها اصحابها لان اغلب هذه الرسائل بين الادباء والكتاب مازال لم ينشر وبعض هذه الرسائل اهمل او ضاعت من اصحابها او المرسل اليه.
ولو لم تصلنا رسائل الشابي الى اصدقائه ما استطاع النقاد والدارسون لشعر الشابي ان يفكوا شفرة بعض الاسرار في حياة هذا الشاعر الفذ وعلاقاته بادباء جيله مثل الحليوي والبشروش وابراهيم بورقعة وكذلك الامر بالنسبة لرسائل جبران خليل جبران الى صديقة مخائيل نعيمة والتي تكشف جوانب مجهولة في ما كان يربط بين ادباء الرابطة القلمية وادباء المهجر من علاقات .
ومنذ سنوات اتبعت مؤسسة البابطين الثقافية مشكورة في تقاليدها احياء ذكريات الشعراء الذين تحتفي بهم وهي نشر اعمالهم الكاملة بما فيها رسائلهم الى اصدقائهم . وبفضل جهود هذه المؤسسة اطلعنا على رسائل الاخطل الصغير بشارة الخوري ورسائل الشابي ورسائل الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان وغيرهم
ومن اشهر كتب الرسائل كتاب رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان واشهد انني قرات هذه الرسائل بمتعة كبيرة وحسنا فعلت غادة السمان عندما افرجت عن هذه الرسائل وبعضها حميمي جدا
وفي رسائل الاخطل الصغير بشارة الخوري التي نشرتها مؤسسة البابطين الثقافية نعثر على قطع نادرة وما كان قائما من علاقات وطيدة بين وبين عدد من الادباء والكتاب والفنانين مثل ما كان متبادلا بينه وبين محمد عبد الوهاب الذي غني من اشعاره اروع القصائد
كما نجد في بعض المجلات نماذج من رسائل الادباء والكتاب على غرار رسائل نجيب محفوظ وقد نشرت مجلة الفيصل في احد اعدادها نماذج من هذه الرسائل
ورسائل نزار قباني التي كانت في شكل برقيات يرسلها من مدريد الى الفنانين الذين يتغنون باشعاره مثل عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وقد نشرت مجلة الكواكب المصرية نماذج من هذه البرقيات
ان رسائل الادباء والكتاب وابشعراء هي قطع من اكبادهم يحملها البريد الى اصحابهم
محمود حرشاني
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا