قول وقائل
اعداد محمود حرشاني
الشاعرة مهرية الاغلبية
اما بعد فاني اجيب في حلقة اليومعلى صؤال وصلني عن طريق البريد من احد الاصدقاء يقول فيه.اعترضني في مطالعاتي الرمضانية هذا البيت الشعري
يا وحيدا لي من وجدي به
لوعة تمنعني من ان اجن
فمن يكون قائل هذا البين وما مناسبته
واجابة عن سؤال الصديق اقول ان هذا البيت الشعري هو من جملة اربعة ابيات شعرية اخرى وهي كل ما وصلنا وبقي اللى اليوم من اثار شاعرة تونسية . عاشت في العهد الاغلبي اسمها مهرية القيروانية وكانت على قدر كبير من الثقافة والجمال والفطنة والذكاء واسمها الكامل مهرية بنت الحسين بن غليون الاعلبي. نشات في القرن الثالث للهجرة نعلمت العلوم والاداب واتقنت العربية وقالت الشعر
وكان لهذه الشاعرة مهرية القيروانية التي تجمع المصادر كلها على انها ولدت ونشات برقادة قرب القيروان شقسق اسمه ابي عقيبابن غليون وكانت مهرية تحبه كثيرا رغم انه كان كان في بداية حياته ماجنا ميالا الى حياة اللهو والمجون الا انهتصوف بعد ذلك واقبل على الله وهاجر من القيروان الى مكة المكرمة وانقطعت اخباره عن عائلته وشقيقته. فكانت مهرية ترسل له الكتاب تلو الكتاب محاولة التعرف على اخباره ولكنه لم يكن يرد عليها فقد كان يقضي كل اوقاته في العبادة مجاورا لبين الله الحرام ولما جاءه رسول من شقيقته وطلبت منه العودة قال له قولي لها لن ابرح ارضا ومكانا التقي فيه مع الله كل ساعة الى ارض كانت شاهدة على بداية سنوات عذابي.
ولما ايقنت الشاعرة مهرية ان شقيقها لن يعود وقد اشتد بها شوقها اليه لحقت به الى مكة المكرمة واقامت معه الى ان توفيت سنة215 هجرية الموافق لسنة908 ميلادية
اما عن شعرها فيجمع كل من ترجم لها انها كانت شاعرة مجيدة وقثالت شعرا كثيرا ولكن لم يصلنا منه مع الاسف سوى الابيات التي كتبت على شاهدة على قبر شقيقها وهذه الابيات هي
ليت شعري ما الذي عانيته
بعد دوم الصوم مع نفي الوسن
مع نزوح النفس عن اوطانها
من نعيم وحتين وسكن
يا وحيدا لي ما وجدي به
لوعة تمنعني من ان اجن
فكما تبلى وجوه الثرى
فكذا يبلى عليها الحزن
وقد ترجمت لها وتعرضت لها عديد المصادر والمراجع اشهرها كتاب شهيرات النساء لحسن حسني عبد الوهاب وكتاب بسيط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق وكتب اخرى كثيرة ومنها كتاب للاستاذ احمد الطويلي
كتبه محمود حرشاني
15 رمضان 1441
08 ماي 2020
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا