قول وقائلاعداد وتفديم محمود حرشاني
الشاعر الكبير احمد اللغماني
قصيد مجهول وعلاقته بالزعيم بورقيبة
ورد على المجلة هذا السؤال من القاري فتحي احمدي. اعترضني في مطالعاتي هذا البيت الشعري فمن يكون قائله وما المناسبة
قد طال بي سمري ولذ وعاد لياشراق فالي وابتسام بشائري
واجابة عن سؤال الصديق اقول ان البحث الذي قمت به قادني الى ان قائل هذا البيت هو الشاعر التونسي الكبير الراحل احمد اللغماني الذي غادرنا سنة 2015 وهو من مواليد الزارات بقابس سنة 1923 اشتغل بالتدريس سنوات ثم متفقدا للتعليم الابتدائي قبل ان يلتحق بالاذاعة التونسية كمدير لها. وهو يعتبر من ابرز الشعراء التونسيين في القرن العشرين. كانت له اليد الطولى في رعاية المواهب الادبية وتشجيعها من خلال اشرافه على الحصة الادبية هواة الادب بالاذاعة التونسية
عرف احمد اللغماني بكونه شاعر الزعيم بورقيبة ويعود ذلك ربما لان الزعيم بورقيبة كان لا يطرب الا لشعر احمد اللغماني واحمد اللغماني لم يتبرم من هذا الوصف ولم ينف هذه الصفة عنه بل انه الشاعر الوحيد الذي رثى الزعيم بورقيبوة بعد وفاته بمرثية طويلة من ابياتها
ان صدري حضن يضم الرزايا
وقد تحضن الرزايا الصدور
يكبر الصبر قدر ما يكبر الخطب
كذا يعدل الكبير الكبير الكبير
يصلب الطبع بالاهموم كما
يصلب بالنارمعدن مصهور
ومنها ايضا قوله
ايها الراحل الحبيب تمهل
بعض حين فلي حديث اخير
قد تهاوت بك السنون وابلى
الشيب ما ابدع الشباب النظير
وقد اصدرت بيت الحكمة الاعمال الكاملة للشاعر الراحل احمد اللغماني وتضم دواوينه الاربعةقلب على شفة وسي الحبيب وملح على جرح وعواصف الخريف
اما البيت الشعري الذي سالني عنه السائل فهو من قصيد غير معروف للشالعر القاه في امسية شعرية عربية اقيمت بالكويت واقامتها مؤسسة البابطين الثقافية ونشرته مجلة مراة الوسط في عددها الصادر في ديسمبر 1995 وهو بعنوان ليلة انس ومنه قول الشاعر
الليلة استرجعت ايامي التي
غبرت مع الزمن البعيد الغابر وسهرت ابعثها وانشرها على
اضواء اسرجتي ونفخ مجامري
قد طال بي سمري ولذ وعاد لي
اشراق فالي وابتسام بشائري وانت في سمري الطويل ووحدتي وبما تبوح به الي اسارري فاذا بماضي البعيد مؤانسي
واذا بتاريخي القديمي مسامري
الى ان يقول
طبع الزمان كطبع من عاشرتهم
مكر خفي من وداد ظاهر
الليلة استقبلت قبلة مغربي
وصرفت قبلة مشرقي عن ناظري
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا