ثورة الوسيط الرقمي في التجارب التشكيلية المعاصرة
بقلم: الدكتورة بسمة هنانة*
بين الكلاسيكي والمعاصر بين التجريد والمحاكاة وبين الأصالة والعولمة ظهر فنّ يبشر بعصر جديد يجمع بين الخيال والعلم والحس الفني. اكتسحت التكنولوجيا العديد من المجالات دون عزل مجال الفنون التشكيلية الذي تأثّر بدوره بهذا الاجتياح التقني والرقمي المعقدين حدّ الذهول والبسيطين حتى اختزال الابداع في بعض "النقرات الحاسوبية". وقد حققت المعلوماتية واقعا تواصليا جديدا و متجددا غزيرا بالمِؤِثرات البصرية والخيارات الواسعة في المعالجة الرقميّة، أين وجد الفنان التشكيلي أمام مواقف تعبيرية لترجمة مفاهيم حيوية يومية و أخرى فكرية و بصرية. وهذا ما استدعى الفنان إلى طرح العديد من التساؤلات التي ما فتئت تحرك ذهنه بصفة مباشرة: - هل تمثل التكنولوجيات الحديثة إثراء للموروث الفني وللمرجعيات والمفاهيم التشكيلية أم هي أداة تواصل ومجرد وسيط لا غير؟ - هل يعد الفن الرقمي تواصلا للفن التقليدي، أم هو فن قائم بذاته؟ - إلى أي مدى يمكن للتقنيات الرقميّة تعويض التقنيات الكلاسيكية؟ - هل يقلل الاستنساخ الميكانيكي المتكرر من قيمة العمل الفني ؟ - هل يحظى الفن الرقمي بنفس المكانة التي يحظى بها الفن التقليدي أم توجد تفرقة بينهما؟ - ما هو موقع الفن الرقمي من النقد التشكيلي والتحليل الاستطيقي؟ ساعدت التقنيات الرقميّة المبدعين والفنانين وحتى الهواة على استخراج قدراتهم على التعبير والتمثيل بحثّهم على البحث تحت ظلّ تنوّع البرامج الرقميّة والتطور المتسارع الذي تشهده التكنولوجيا المهيمنة على المشهد الحياتي البسيط وعلى الفكر البشري وما ينجر عنه من برمجة للحركة. وقد شهد الفن الرقمي انتشارا مع تواجد الشبكة العنكبوتية واكتسب أبعادا جديدة مدعمة بروابط تتقاطع بين الفنان والعمل الفني و المتلقي. أصبحت هذه الوسيلة أسرع وأنجع طريقة لانتشار العمل الفني على أوسع نطاق فباتت بمثابة قاعات افتراضية للعرض ومفتوحة لعامة الفنانين للتعريف لاسيما بأنفسهم كفنانين تشكيليين وكذلك بأفكارهم التشكيلية وأفعالهم الإبداعية. أصبح العمل الفني يدخل كل البيوت عبر الشاشات ويخاطب كل الأجناس والأطياف والأعمار. صار المتلقي خلال العصر الرقمي مواكبا للأعمال الفنية عبر شاشة الحاسوب ولم يعد سجين قاعات العرض ورهينة التظاهرات الفنية القليلة للاطلاع على آخر الأعمال التشكيلية بل صار عنصرا فاعلا في العمل الفني عبر الانترنت« L’interactivité » وعلى علاقة مباشرة بالفنان حيث يمكنه حتى وضع تعليقات على اللوحات الفنية المعروضة على الشبكات العنكبوتية. وبفضل هذه التفاعلات بين الفنان والمتلقي والناقد، التي تعد جديدة على ميدان الفنون، تنشأ تبادلات فكرية ومعلوماتية، ناشرة ثقافات مختلفة يستفيد بها ثلاثتهم. فللحاسوب دور هام في إثراء تقنيات الفن المعاصر، أضفى الدقة والحرفية على الأعمال المنجزة في شتى المجالات وخاصة في ميدان الفنون الذي شهد بدوره تميزا ملحوظا جمع بين أصالة الفن التشكيلي وميزات الفن الرقمي. ولقد تبين أن استغلال برنامج "فوتوشوب"الذي يمثل أحد برامج شركة "أدوب"، قد يمكن من إنشاء صور ومعالجتها، وهو ما كان وراء ظهور اتجاهات تشكيلية مستحدثة متميزة بسرعة إنجاز فريدة مع إمكانية نسخ لامتناه للعمل الواحد وضمان للدقة الراجعة لتنوع الأدوات مثل الأقلام، الفرشاة، الأشكال والمؤثرات المختلفة. فالفن الرقمي، من هذا المنظور، يعدّ تطورا للفن التقليدي، أين عُوضت الأدوات التقليدية اليدوية ببرمجيات وأجهزة تقنية أكثر تطور. يملك الحاسوب الحديث القدرة الفائقة على الإنتاج باستغلال إمكاناته المتنوعة مثل التكرار والإيقاع وتغيير الألوان والتباين وتركيز الضوء. هذه الخصائص تساعد دون شك على تحقيق تأثيرات بصرية مختلفة ومتجددة للعناصر المكونة للعمل الفني في مجال الفنون التشكيلية. يحظى الحاسوب بأهمية كبيرة في حياتنا اليومية وأصبح استخدامه ضروريا في كل ميادين المعرفة من أجل مواكبة اللقيّات التكنولوجية والمعلوماتية وعلوم المستقبل من ناحية، ولتسهيل بعض المعالجات التي تستهلك كثيرا من الوقت والجهد من ناحية اخرى. وقد ساهمت هذه العوامل كلها في استقطاب الفنانين وولوجهم رحاب التكنولوجيات الرقميّة الحديثة. فبالرغم من هذا الارتباط الوثيق بالعلم والتكنولوجيات الحديثة وهذه المطاوعة لروح العصر وتطوره، فإن مجموعة من المبدعين يرفضون مبادئ الفن الرقمي والتطور الذي طرأ على العملية الإبداعية ويقطعون بينه وبين مفاهيم الفن التشكيلي الكلاسيكي، بحجة أن الحاسوب هو المنفذ الرئيسي للعمل الفني و ليس الفنان وأن الفن الرقمي يفتقر إلى الحضور المادي للون. في هذا السياق، يمكننا العبور على قول الدكتور راقي نجم الدين فيما يتعلق بمقارنته بين الفن التقليدي والفن الرقمي: "كان هناك العديد من النقاد عندما ظهرت أدوات الفن الرقمي لأول مرة على الساحة. لم يرغب الفنانون التقليديون وصالات العرض أن يعترفوا بالفن الرقمي بأنه شكل "صحيح" من أشكال الفن. كانت فكرة خاطئة مفادها أن جهاز الحاسوب، و ليس الفنان، مسؤولا عن خلق الصور." [1] ويمكن الحكم بأن مثل هذا الموقف يعد قطعا جازما مع وسائل العصر الحديث والإمكانات التواصلية المفتوحة على العالم الخارجي عبر الشبكة العنكبوتية للانترنت لولا أنهم يعودون إلى هذه التقنيات الحديثة في كثير من الأمور على غرار الاشهار. فلا يخفى على متصفحي مواقع الانترنت أن ثلة من المبدعين المعارضين للفن الرقمي تستغل مواقع الواب لعرف هؤلاء الفنانين بفنهم وهويتهم ومواقفهم والاقتراب أكثر من المتلقي في كافة أنحاء العالم، سواء كان مؤهلا للنقد أم لا، قصد التواصل والتسويق. ففكرة استغلال الحاسوب الشخصي والبرمجيات الحديثة لاقت استحسانا وقبولا من طرف المجموعة العامة، أما فكرة تطويعه واعتماده في الأشغال الفنية والتشكيلية قد لاقت رفضا قطعيا باعتبار أن هذا الوسيط يعدّ دخيلا على الموروث التشكيلي، باقيا في إقصاء تام من طرف النقد الفني والاستيطيقي. في نظرة تأملية لكتب النقد التشكيلي الصادرة حديثا نلاحظ غيابا كليا لدراسة ونقد الفن الرقمي وتحليله الاستيطيقي. وهذا من شأنه أن يعطل متابعة التحولات داخل حدوثه ويعدّ بمثابة موقف ضدّ هذا الفن مع تجاهل التواصل الفكري الذي يربطه بالفن التقليدي، فهو جامع بين الموروث الأكاديمي للميدان ومواكب للعولمة. مّر الفن عبر العصور بتحولات هائلة غيرت عديد المفاهيم وخاصة فيما يخص الخامات مثل الدادائيون والتكعيبيون، وهنا يمكن التذكير بما قدّمه مارسال دي شامب Marcel Duchamp من أشياء جاهزة made-Ready ووقع ما خلفه عرض "النافورة" الشهيرة سنة 1917 وتحدياته للفكر التقليدي. فالتغيير المفاجئ الذي يطرأ على الوسط الفني ويمسّ بالسائد، يقاوم بشراسة في البداية وبعد ذلك يصبح محل نقاش ويحظى في النهاية بالقبول. فالفن الرقمي بصفته اللغة الحديثة للجيل المعاصر بالنسبة إلى عدد معتبر من المبدعين، يعد تواصلا مع السائد والموروث الفني والمرجعيات والمفاهيم التشكيلية تحت عنوان المغامرة والتصور التشكيلي والتطور التقني الذي طال مختلف وسائط التعبير الفني. ندّعي أنه إبداع فني وليس استعراضا للتقنيات ولتأثيرات الوسائط الرقميّة لاسيما أنه قائم على الفكر بالأساس في مجال تقني رحب. فإذا اعتبر الرافضون لهذا الفن أن الفأرة ولوحة الأزرار مجرد وسائط لإظهار صورة، فكذلك الشأن للفرشاة والمحمل الممثلان لوسائط بين الفنان والإشكالية التي يعالجها. فالوسيط في كلتا الحالتين وسيلة لمزج الرؤية الذهنية للفنان والفعل الإبداعي فهو دائم العلاقة بالعقل والحس، فالأهم هو قدرة الفنان على التخيل والخلق وقدرته على التبليغ. إن الحديث عن ميزات الفن الرقمي لا يعني إقصاء للفن التقليدي وخصائصه بل على عكس ذلك فهو امتداد وتواصل له في إطار البحث عن آخر المستجدات التقنية، وهو ما يبرر انفتاح الفن على عديد من المجالات باندماجه مع مفاهيم الحداثة الإبداعية التي خلقت تيارات فكرية شتّى واعترفت بلامحدودية الفن و حتميته. في مقاربة تحليلية بين الفن الرقمي والفن الكلاسيكي النابض، ومن خلال البحث في الخصائص التشكيلية المتوصّل إليها عبر المواد والوسائط والتقنيات المعتمدة في كلا الحالتين، تبدو النتائج جدّ متقاربة حتى أنّه يعسر على المتلقي التمييز بين الأعمال الرقميّة والأخرى الكلاسيكيّة. وهذا راجع بالنّظر إلى التّقدم التكنولوجي المضاهي للتقنيات التقليديّة. حاولنا التطرّق إلى تجربتين معاصرتين لكن مختلفتين من حيث التقنية، كانت الأولى للفنان التشـكيلي الرّقمي مــيشال قارســــيا[2]Michel Gracia والثانية للفنان "جان فان أوورت[3] "، Jan Van Oortفكانت الأعمال في مجملها حاملة لأبعاد فكرية وخصائص تشكيلية ومتقاربة حتى من حيث التأثيرات البصرية سواء من ناحية اختيار الألوان و النتوءات البارزة للمادة فوق سطح المحمل. تضمّن العملين مفاهيم تشكيليّة معالجة بحرفيّة حيث تمّ العمل على إبراز العمق على محمل ثنائي الأبعاد وعلى تراكب لألوان عاتمة وشفافة، حارة وباردة، مما تولد عنه تباينات عدة في العمل الواحد. يمكن أن نستنتج من خلال هذين العملين أن هاجس الفنان ليس التقنية أو نوعيّة الوسيط المستغل لإنجاز عمل فنيّ، إنما هو معالجته للإشكالية التي يطرحها وكيفية ترك بصماته وترجمة أحاسيسه على المحمل مع اختيار التقنية التي تتماشى مع ميولاته التعبيرية كأداة للجمع بين الفكر والفعل الإبداعي، فكل فنون العالم الواقعي تخلق من خامات معينة يتعامل معها الفنان بأدوات خاصة. بينما تختلف التكنولوجيات الحديثة من حيث الأدوات المتمثلة في برمجيات مثل ;Photoshop Illustrateur ;3 DMAX Virtual DJ; وPaint Corel تفسح المجال للفنان اقصد البحث عن الخامة المناسبة مستغلاّ تلك الأدوات. فبفضل تطور تكنولوجيا الوسائط أصبحت طباعة اللوحات الفنية الرقميّة ممكنة وعلى محامل مختلفة ومتنوعة من ورق وخشب وحتى القماشة (كانفس)، فتقاربت الأعمال الرقميّة والتقليدية حتى من حيث حياكة المحمل، فصارت تنسخ على حوامل تقليدية بوسائط رقمية، فتعددت أمام المتلقي خيارات جمالية تجاه الرسم الواحد. وهو ما مثل نوعا من انصهار الفن الكلاسيكي والفن الرقمي. فهذه النقلة النوعية في طباعة الأعمال الفنية الرقميّة شبيهة بتلك التي شهدها الكتاب الالكتروني الذي نافس الكتاب المطبوع وانتزع مكان الصدارة، فقد استبدل الوسيط ذو الصبغة الورقية المادية إلى وسيط آخر ذو صبغة الكترونية لامادية. ظهرت مؤخرا معالجة تشكيليّة لعلّها مثيرة و مثرية نسبيّا باعتبارها تعتمد على ازدواجيّة التقنية بين الرّقمي والمسندي إذ يستعمل بعض الفنانين رسومهم الرقميّة المصمّمة بالحاسوب والبرمجيات الحديثة كمحامل قصد التدخّل المباشر عليها باللون والمادّة. فتكون النتيجة عملا فنيا يجمع بين التقنيات الرقميّة والكلاسيكية على نفس المحمل. فتصبح اللوحة الفنية متأثرة بما منحته الشبكات المعلوماتية من تأثيرات بصرية فاتحة آفاقا جديدة في التناول والطرح والتعبير بالتوازي مع فعاليات الفرشاة والألوان النّابضة. في هذا السياق يمكن التطرق لعمل الفنانة التشكيلية " لويز لاميراند[4]" Louise Lamirande " التي تنسخ أعمالها الرقميّة مستغلة أساليب فنية مستحدثة على محامل متفاوتة الأحجام وتخترقها بواسطة الوسائط التقليدية. فيكون عملها قائما على مرحلتين هامتين بتقنية مزدوجة : الأولى بالحاسوب مستغلة الفأرة ولوحة الأزرار والثانية مباشرة باللون والفرشاة. يمكن اعتبار تجربتها التشكيلية متوافقة بين العقل، الفعل البشري والوسيط الالكتروني الذين يربط بينهم العقل الأداتي الذي يعبر عنه بالتقنية. تجمع تجربتها الفن الرقمي والفن اليدوي فبرزت خصائصهما التشكيلية متجاورة ومتراكبة فيما بينها في توافق وانسجام حتى أن المتلقي يعجز عن فصلهما. فهل أن نتائج الرسم التقليدي لم تعد تفي بالغرض؟ وهل أن الوسائط الرقميّة تفتقر إلى تأثيرات المواد التقليدية؟ ولماذا اللجوء إلى المزج بين الرسم الرقمي واليدوي والتقنيات المزدوجة؟ وهل يعتبر عملها تحديث للرقمي أو تحديث للفن الكلاسيكي؟ إجمالا، تميزت أعمالها بخصائص الفن الرقمي الذي يمثل اللغة الحديثة للعصر وجعلت من التكنولوجيا والأدوات التقنية عنصراً أساسيا لإنجاز لوحاتها مازجة ما آلت إليه مع الألوان والمواد المختلفة بتقنيات مزدوجة، تاركة بصمتها الخاصة حاضرة بين الملموس واللاملموس وبين عالمها الواقعي وعالمها الافتراضي. تتسع محاملها لاستغلال تقنيات مختلفة ومواد متنوعة، فالكثافة المتنامية للتقنيات تعمل لصالح الفنان المبدع المتحرر من قيود التقليدي والحديث. فالحداثة متمردة على قبولها أو رفضها من طرف البعض مرحبة بالحوار القائم بين العقل والذات الفاعلة في كنف الحرية. فيمكن اختزال الحداثة إلى تقنية تعكس واقع المجتمع عبر عدسة الفنان بآليات تعبيرية معاصرة تواكب العصر الرقمي. ففي مواكبة العصر تحرر من المألوف واستلهام من الموروث في جمع بين الوسائط، سواء كانت رقمية أو تقليدية أو الجمع بينهما معا على نفس المحمل، بالذات الفاعلة لتنمية الفكر بالحرية والإبداع. لا ضير في أن يكون الفنان ملمّا بلغة البرمجيّات والحاسوب المنتشر في كل المجتمعات العصرية. إنّ التنظير للفصل بين الفن الرقمي والتقليدي فقد شيئا من معناها، فالفن الرقمي هو امتداد وتواصل فكري للفن التقليدي والتشكيلي عبر آلات مفكرة، اقتناعا منا بأن الخلق والتجديد في مجالنا، باستغلال التكنولوجيات الحديثة في توافق مع الموروث الأكاديمي، يندرج ضمن الرؤية المنفردة للتطوّر والرقيّ. إنّ الرّغبة في التوفيق بينهما تضمن فكرة شموليّة لرؤى متجدّدة ومعاصرة للفن التشكيلي رافضة لغة الانغلاق فاتحة أبوابا على الفكر الرقمي والخيال الإبداعي. فمهما كانت التقنيات والمعالجات يبقى لكلّ نمط إبداعيّ إنشائيّة عمله القابلة للتحليل والمقاومة للعقبات والباحثة عن الحلول التي وان تباينت وتناقضت تبقى لها حضرتها وخصوصياتها التي يفقهها مبدعوها ويتذوّقها جمهورها والعارفون بما تحمله من فكرة عن الفنّ. [1] الدكتور راقي نجم الدين، مدونات في: الفن و التصميم، ص209 ، أفريل 2015. [2] ميشال قارسيا: فنان وقرافيكي فرنسي يستعمل الحاسوب لإنجاز لوحاته الفنية. يعرف الفنان تجربته الفنية قائلا: « Passionné par les images fractales, et par le monde de l’aléatoire en mathématique, en tant que peintre et graphiste, je me propose d’offrir au regard intéressé, mes peintures abstraites. Les textures, couleurs, et brosses sont entièrement réalisées sous logiciel graphique et palette Wacom. Impression sur toile tendue sur châssis ou tirage sur papier d’art ». http://www.peinturenumérique.fr [2] جان فان أوورت: فنان تجريدي وموسيقي هولندي. [4] لويز لاميراند: فنانة تشكيلية، ولدت سنة 1965 في مونريال، تستغل التقنيات الرقميّة الحديثة و التقنيات الكلاسيكية على نفس المحمل لانجاز أعمالها التشكيلية. ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد، لقطة قريبة ربما تحتوي الصورة على: نص مفاده '2015 رقمية و مزدوجة تقنية رقمية، طبيعة نویز Louise Lamirande, peintures hybrides découlant de la fusion numérique de peinture en techniques mixtes 2015.'
شكرا للزميل المنصف الكريمي الذي امدنا بالمقال للنشر
**استاذة مساعدة للتعليم العالي
-اختصاص الفنون التشكيلية بجامعة صفاقس
بقلم: الدكتورة بسمة هنانة*
بين الكلاسيكي والمعاصر بين التجريد والمحاكاة وبين الأصالة والعولمة ظهر فنّ يبشر بعصر جديد يجمع بين الخيال والعلم والحس الفني. اكتسحت التكنولوجيا العديد من المجالات دون عزل مجال الفنون التشكيلية الذي تأثّر بدوره بهذا الاجتياح التقني والرقمي المعقدين حدّ الذهول والبسيطين حتى اختزال الابداع في بعض "النقرات الحاسوبية". وقد حققت المعلوماتية واقعا تواصليا جديدا و متجددا غزيرا بالمِؤِثرات البصرية والخيارات الواسعة في المعالجة الرقميّة، أين وجد الفنان التشكيلي أمام مواقف تعبيرية لترجمة مفاهيم حيوية يومية و أخرى فكرية و بصرية. وهذا ما استدعى الفنان إلى طرح العديد من التساؤلات التي ما فتئت تحرك ذهنه بصفة مباشرة: - هل تمثل التكنولوجيات الحديثة إثراء للموروث الفني وللمرجعيات والمفاهيم التشكيلية أم هي أداة تواصل ومجرد وسيط لا غير؟ - هل يعد الفن الرقمي تواصلا للفن التقليدي، أم هو فن قائم بذاته؟ - إلى أي مدى يمكن للتقنيات الرقميّة تعويض التقنيات الكلاسيكية؟ - هل يقلل الاستنساخ الميكانيكي المتكرر من قيمة العمل الفني ؟ - هل يحظى الفن الرقمي بنفس المكانة التي يحظى بها الفن التقليدي أم توجد تفرقة بينهما؟ - ما هو موقع الفن الرقمي من النقد التشكيلي والتحليل الاستطيقي؟ ساعدت التقنيات الرقميّة المبدعين والفنانين وحتى الهواة على استخراج قدراتهم على التعبير والتمثيل بحثّهم على البحث تحت ظلّ تنوّع البرامج الرقميّة والتطور المتسارع الذي تشهده التكنولوجيا المهيمنة على المشهد الحياتي البسيط وعلى الفكر البشري وما ينجر عنه من برمجة للحركة. وقد شهد الفن الرقمي انتشارا مع تواجد الشبكة العنكبوتية واكتسب أبعادا جديدة مدعمة بروابط تتقاطع بين الفنان والعمل الفني و المتلقي. أصبحت هذه الوسيلة أسرع وأنجع طريقة لانتشار العمل الفني على أوسع نطاق فباتت بمثابة قاعات افتراضية للعرض ومفتوحة لعامة الفنانين للتعريف لاسيما بأنفسهم كفنانين تشكيليين وكذلك بأفكارهم التشكيلية وأفعالهم الإبداعية. أصبح العمل الفني يدخل كل البيوت عبر الشاشات ويخاطب كل الأجناس والأطياف والأعمار. صار المتلقي خلال العصر الرقمي مواكبا للأعمال الفنية عبر شاشة الحاسوب ولم يعد سجين قاعات العرض ورهينة التظاهرات الفنية القليلة للاطلاع على آخر الأعمال التشكيلية بل صار عنصرا فاعلا في العمل الفني عبر الانترنت« L’interactivité » وعلى علاقة مباشرة بالفنان حيث يمكنه حتى وضع تعليقات على اللوحات الفنية المعروضة على الشبكات العنكبوتية. وبفضل هذه التفاعلات بين الفنان والمتلقي والناقد، التي تعد جديدة على ميدان الفنون، تنشأ تبادلات فكرية ومعلوماتية، ناشرة ثقافات مختلفة يستفيد بها ثلاثتهم. فللحاسوب دور هام في إثراء تقنيات الفن المعاصر، أضفى الدقة والحرفية على الأعمال المنجزة في شتى المجالات وخاصة في ميدان الفنون الذي شهد بدوره تميزا ملحوظا جمع بين أصالة الفن التشكيلي وميزات الفن الرقمي. ولقد تبين أن استغلال برنامج "فوتوشوب"الذي يمثل أحد برامج شركة "أدوب"، قد يمكن من إنشاء صور ومعالجتها، وهو ما كان وراء ظهور اتجاهات تشكيلية مستحدثة متميزة بسرعة إنجاز فريدة مع إمكانية نسخ لامتناه للعمل الواحد وضمان للدقة الراجعة لتنوع الأدوات مثل الأقلام، الفرشاة، الأشكال والمؤثرات المختلفة. فالفن الرقمي، من هذا المنظور، يعدّ تطورا للفن التقليدي، أين عُوضت الأدوات التقليدية اليدوية ببرمجيات وأجهزة تقنية أكثر تطور. يملك الحاسوب الحديث القدرة الفائقة على الإنتاج باستغلال إمكاناته المتنوعة مثل التكرار والإيقاع وتغيير الألوان والتباين وتركيز الضوء. هذه الخصائص تساعد دون شك على تحقيق تأثيرات بصرية مختلفة ومتجددة للعناصر المكونة للعمل الفني في مجال الفنون التشكيلية. يحظى الحاسوب بأهمية كبيرة في حياتنا اليومية وأصبح استخدامه ضروريا في كل ميادين المعرفة من أجل مواكبة اللقيّات التكنولوجية والمعلوماتية وعلوم المستقبل من ناحية، ولتسهيل بعض المعالجات التي تستهلك كثيرا من الوقت والجهد من ناحية اخرى. وقد ساهمت هذه العوامل كلها في استقطاب الفنانين وولوجهم رحاب التكنولوجيات الرقميّة الحديثة. فبالرغم من هذا الارتباط الوثيق بالعلم والتكنولوجيات الحديثة وهذه المطاوعة لروح العصر وتطوره، فإن مجموعة من المبدعين يرفضون مبادئ الفن الرقمي والتطور الذي طرأ على العملية الإبداعية ويقطعون بينه وبين مفاهيم الفن التشكيلي الكلاسيكي، بحجة أن الحاسوب هو المنفذ الرئيسي للعمل الفني و ليس الفنان وأن الفن الرقمي يفتقر إلى الحضور المادي للون. في هذا السياق، يمكننا العبور على قول الدكتور راقي نجم الدين فيما يتعلق بمقارنته بين الفن التقليدي والفن الرقمي: "كان هناك العديد من النقاد عندما ظهرت أدوات الفن الرقمي لأول مرة على الساحة. لم يرغب الفنانون التقليديون وصالات العرض أن يعترفوا بالفن الرقمي بأنه شكل "صحيح" من أشكال الفن. كانت فكرة خاطئة مفادها أن جهاز الحاسوب، و ليس الفنان، مسؤولا عن خلق الصور." [1] ويمكن الحكم بأن مثل هذا الموقف يعد قطعا جازما مع وسائل العصر الحديث والإمكانات التواصلية المفتوحة على العالم الخارجي عبر الشبكة العنكبوتية للانترنت لولا أنهم يعودون إلى هذه التقنيات الحديثة في كثير من الأمور على غرار الاشهار. فلا يخفى على متصفحي مواقع الانترنت أن ثلة من المبدعين المعارضين للفن الرقمي تستغل مواقع الواب لعرف هؤلاء الفنانين بفنهم وهويتهم ومواقفهم والاقتراب أكثر من المتلقي في كافة أنحاء العالم، سواء كان مؤهلا للنقد أم لا، قصد التواصل والتسويق. ففكرة استغلال الحاسوب الشخصي والبرمجيات الحديثة لاقت استحسانا وقبولا من طرف المجموعة العامة، أما فكرة تطويعه واعتماده في الأشغال الفنية والتشكيلية قد لاقت رفضا قطعيا باعتبار أن هذا الوسيط يعدّ دخيلا على الموروث التشكيلي، باقيا في إقصاء تام من طرف النقد الفني والاستيطيقي. في نظرة تأملية لكتب النقد التشكيلي الصادرة حديثا نلاحظ غيابا كليا لدراسة ونقد الفن الرقمي وتحليله الاستيطيقي. وهذا من شأنه أن يعطل متابعة التحولات داخل حدوثه ويعدّ بمثابة موقف ضدّ هذا الفن مع تجاهل التواصل الفكري الذي يربطه بالفن التقليدي، فهو جامع بين الموروث الأكاديمي للميدان ومواكب للعولمة. مّر الفن عبر العصور بتحولات هائلة غيرت عديد المفاهيم وخاصة فيما يخص الخامات مثل الدادائيون والتكعيبيون، وهنا يمكن التذكير بما قدّمه مارسال دي شامب Marcel Duchamp من أشياء جاهزة made-Ready ووقع ما خلفه عرض "النافورة" الشهيرة سنة 1917 وتحدياته للفكر التقليدي. فالتغيير المفاجئ الذي يطرأ على الوسط الفني ويمسّ بالسائد، يقاوم بشراسة في البداية وبعد ذلك يصبح محل نقاش ويحظى في النهاية بالقبول. فالفن الرقمي بصفته اللغة الحديثة للجيل المعاصر بالنسبة إلى عدد معتبر من المبدعين، يعد تواصلا مع السائد والموروث الفني والمرجعيات والمفاهيم التشكيلية تحت عنوان المغامرة والتصور التشكيلي والتطور التقني الذي طال مختلف وسائط التعبير الفني. ندّعي أنه إبداع فني وليس استعراضا للتقنيات ولتأثيرات الوسائط الرقميّة لاسيما أنه قائم على الفكر بالأساس في مجال تقني رحب. فإذا اعتبر الرافضون لهذا الفن أن الفأرة ولوحة الأزرار مجرد وسائط لإظهار صورة، فكذلك الشأن للفرشاة والمحمل الممثلان لوسائط بين الفنان والإشكالية التي يعالجها. فالوسيط في كلتا الحالتين وسيلة لمزج الرؤية الذهنية للفنان والفعل الإبداعي فهو دائم العلاقة بالعقل والحس، فالأهم هو قدرة الفنان على التخيل والخلق وقدرته على التبليغ. إن الحديث عن ميزات الفن الرقمي لا يعني إقصاء للفن التقليدي وخصائصه بل على عكس ذلك فهو امتداد وتواصل له في إطار البحث عن آخر المستجدات التقنية، وهو ما يبرر انفتاح الفن على عديد من المجالات باندماجه مع مفاهيم الحداثة الإبداعية التي خلقت تيارات فكرية شتّى واعترفت بلامحدودية الفن و حتميته. في مقاربة تحليلية بين الفن الرقمي والفن الكلاسيكي النابض، ومن خلال البحث في الخصائص التشكيلية المتوصّل إليها عبر المواد والوسائط والتقنيات المعتمدة في كلا الحالتين، تبدو النتائج جدّ متقاربة حتى أنّه يعسر على المتلقي التمييز بين الأعمال الرقميّة والأخرى الكلاسيكيّة. وهذا راجع بالنّظر إلى التّقدم التكنولوجي المضاهي للتقنيات التقليديّة. حاولنا التطرّق إلى تجربتين معاصرتين لكن مختلفتين من حيث التقنية، كانت الأولى للفنان التشـكيلي الرّقمي مــيشال قارســــيا[2]Michel Gracia والثانية للفنان "جان فان أوورت[3] "، Jan Van Oortفكانت الأعمال في مجملها حاملة لأبعاد فكرية وخصائص تشكيلية ومتقاربة حتى من حيث التأثيرات البصرية سواء من ناحية اختيار الألوان و النتوءات البارزة للمادة فوق سطح المحمل. تضمّن العملين مفاهيم تشكيليّة معالجة بحرفيّة حيث تمّ العمل على إبراز العمق على محمل ثنائي الأبعاد وعلى تراكب لألوان عاتمة وشفافة، حارة وباردة، مما تولد عنه تباينات عدة في العمل الواحد. يمكن أن نستنتج من خلال هذين العملين أن هاجس الفنان ليس التقنية أو نوعيّة الوسيط المستغل لإنجاز عمل فنيّ، إنما هو معالجته للإشكالية التي يطرحها وكيفية ترك بصماته وترجمة أحاسيسه على المحمل مع اختيار التقنية التي تتماشى مع ميولاته التعبيرية كأداة للجمع بين الفكر والفعل الإبداعي، فكل فنون العالم الواقعي تخلق من خامات معينة يتعامل معها الفنان بأدوات خاصة. بينما تختلف التكنولوجيات الحديثة من حيث الأدوات المتمثلة في برمجيات مثل ;Photoshop Illustrateur ;3 DMAX Virtual DJ; وPaint Corel تفسح المجال للفنان اقصد البحث عن الخامة المناسبة مستغلاّ تلك الأدوات. فبفضل تطور تكنولوجيا الوسائط أصبحت طباعة اللوحات الفنية الرقميّة ممكنة وعلى محامل مختلفة ومتنوعة من ورق وخشب وحتى القماشة (كانفس)، فتقاربت الأعمال الرقميّة والتقليدية حتى من حيث حياكة المحمل، فصارت تنسخ على حوامل تقليدية بوسائط رقمية، فتعددت أمام المتلقي خيارات جمالية تجاه الرسم الواحد. وهو ما مثل نوعا من انصهار الفن الكلاسيكي والفن الرقمي. فهذه النقلة النوعية في طباعة الأعمال الفنية الرقميّة شبيهة بتلك التي شهدها الكتاب الالكتروني الذي نافس الكتاب المطبوع وانتزع مكان الصدارة، فقد استبدل الوسيط ذو الصبغة الورقية المادية إلى وسيط آخر ذو صبغة الكترونية لامادية. ظهرت مؤخرا معالجة تشكيليّة لعلّها مثيرة و مثرية نسبيّا باعتبارها تعتمد على ازدواجيّة التقنية بين الرّقمي والمسندي إذ يستعمل بعض الفنانين رسومهم الرقميّة المصمّمة بالحاسوب والبرمجيات الحديثة كمحامل قصد التدخّل المباشر عليها باللون والمادّة. فتكون النتيجة عملا فنيا يجمع بين التقنيات الرقميّة والكلاسيكية على نفس المحمل. فتصبح اللوحة الفنية متأثرة بما منحته الشبكات المعلوماتية من تأثيرات بصرية فاتحة آفاقا جديدة في التناول والطرح والتعبير بالتوازي مع فعاليات الفرشاة والألوان النّابضة. في هذا السياق يمكن التطرق لعمل الفنانة التشكيلية " لويز لاميراند[4]" Louise Lamirande " التي تنسخ أعمالها الرقميّة مستغلة أساليب فنية مستحدثة على محامل متفاوتة الأحجام وتخترقها بواسطة الوسائط التقليدية. فيكون عملها قائما على مرحلتين هامتين بتقنية مزدوجة : الأولى بالحاسوب مستغلة الفأرة ولوحة الأزرار والثانية مباشرة باللون والفرشاة. يمكن اعتبار تجربتها التشكيلية متوافقة بين العقل، الفعل البشري والوسيط الالكتروني الذين يربط بينهم العقل الأداتي الذي يعبر عنه بالتقنية. تجمع تجربتها الفن الرقمي والفن اليدوي فبرزت خصائصهما التشكيلية متجاورة ومتراكبة فيما بينها في توافق وانسجام حتى أن المتلقي يعجز عن فصلهما. فهل أن نتائج الرسم التقليدي لم تعد تفي بالغرض؟ وهل أن الوسائط الرقميّة تفتقر إلى تأثيرات المواد التقليدية؟ ولماذا اللجوء إلى المزج بين الرسم الرقمي واليدوي والتقنيات المزدوجة؟ وهل يعتبر عملها تحديث للرقمي أو تحديث للفن الكلاسيكي؟ إجمالا، تميزت أعمالها بخصائص الفن الرقمي الذي يمثل اللغة الحديثة للعصر وجعلت من التكنولوجيا والأدوات التقنية عنصراً أساسيا لإنجاز لوحاتها مازجة ما آلت إليه مع الألوان والمواد المختلفة بتقنيات مزدوجة، تاركة بصمتها الخاصة حاضرة بين الملموس واللاملموس وبين عالمها الواقعي وعالمها الافتراضي. تتسع محاملها لاستغلال تقنيات مختلفة ومواد متنوعة، فالكثافة المتنامية للتقنيات تعمل لصالح الفنان المبدع المتحرر من قيود التقليدي والحديث. فالحداثة متمردة على قبولها أو رفضها من طرف البعض مرحبة بالحوار القائم بين العقل والذات الفاعلة في كنف الحرية. فيمكن اختزال الحداثة إلى تقنية تعكس واقع المجتمع عبر عدسة الفنان بآليات تعبيرية معاصرة تواكب العصر الرقمي. ففي مواكبة العصر تحرر من المألوف واستلهام من الموروث في جمع بين الوسائط، سواء كانت رقمية أو تقليدية أو الجمع بينهما معا على نفس المحمل، بالذات الفاعلة لتنمية الفكر بالحرية والإبداع. لا ضير في أن يكون الفنان ملمّا بلغة البرمجيّات والحاسوب المنتشر في كل المجتمعات العصرية. إنّ التنظير للفصل بين الفن الرقمي والتقليدي فقد شيئا من معناها، فالفن الرقمي هو امتداد وتواصل فكري للفن التقليدي والتشكيلي عبر آلات مفكرة، اقتناعا منا بأن الخلق والتجديد في مجالنا، باستغلال التكنولوجيات الحديثة في توافق مع الموروث الأكاديمي، يندرج ضمن الرؤية المنفردة للتطوّر والرقيّ. إنّ الرّغبة في التوفيق بينهما تضمن فكرة شموليّة لرؤى متجدّدة ومعاصرة للفن التشكيلي رافضة لغة الانغلاق فاتحة أبوابا على الفكر الرقمي والخيال الإبداعي. فمهما كانت التقنيات والمعالجات يبقى لكلّ نمط إبداعيّ إنشائيّة عمله القابلة للتحليل والمقاومة للعقبات والباحثة عن الحلول التي وان تباينت وتناقضت تبقى لها حضرتها وخصوصياتها التي يفقهها مبدعوها ويتذوّقها جمهورها والعارفون بما تحمله من فكرة عن الفنّ. [1] الدكتور راقي نجم الدين، مدونات في: الفن و التصميم، ص209 ، أفريل 2015. [2] ميشال قارسيا: فنان وقرافيكي فرنسي يستعمل الحاسوب لإنجاز لوحاته الفنية. يعرف الفنان تجربته الفنية قائلا: « Passionné par les images fractales, et par le monde de l’aléatoire en mathématique, en tant que peintre et graphiste, je me propose d’offrir au regard intéressé, mes peintures abstraites. Les textures, couleurs, et brosses sont entièrement réalisées sous logiciel graphique et palette Wacom. Impression sur toile tendue sur châssis ou tirage sur papier d’art ». http://www.peinturenumérique.fr [2] جان فان أوورت: فنان تجريدي وموسيقي هولندي. [4] لويز لاميراند: فنانة تشكيلية، ولدت سنة 1965 في مونريال، تستغل التقنيات الرقميّة الحديثة و التقنيات الكلاسيكية على نفس المحمل لانجاز أعمالها التشكيلية. ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد، لقطة قريبة ربما تحتوي الصورة على: نص مفاده '2015 رقمية و مزدوجة تقنية رقمية، طبيعة نویز Louise Lamirande, peintures hybrides découlant de la fusion numérique de peinture en techniques mixtes 2015.'
شكرا للزميل المنصف الكريمي الذي امدنا بالمقال للنشر
**استاذة مساعدة للتعليم العالي
-اختصاص الفنون التشكيلية بجامعة صفاقس
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا