ورقات باريسية..//الحلقة 2
يكتبها من باريس مهدي غلاب
جَزَر باريس !..
نَتِيه في كل مرّة وسطها .. تِيهة المجنون تغمرنا أضواءها وهي عاصمة الأنوار .. بلون البهجة وفي عطر الزُّهور المتنوعة المصطفّة وسط "حديقة النباتات" غير بعيد من ساحات "كاردينال لوموان" وعلى مقربة من مسجد باريس الكبير في الدائرة الخامسة والحي الجامعي " جيسيي" وعلى مسافة بسيطة من معهد العالم العربي ،المتربع على حاشية من " السّان" .. نتيه حقيقة ، بطعم المغامرة الطفولية الجميلة ... ورغم أن الإقامة طالت، وصارت تناهز الربع قرن إلا أننا مازلنا في طور الاِكتشاف والتعود والاِستعداد للأجمل .
مرة كنت في جولة بالسيارة داخل باريس رفقة أحد معارفي من الثّقات ، وهو من مواطني الجيل الثاني يقيم ب "حي أمريكا" شمال شرق باريس، يقول، بأنّ أمرا غريبا يحصل ، فرغم تردّده الدائم على عدّة حارات وأحياء من وسط العاصمة وحتّى من بعض أطرافها، مثل "مُنروج" جنوبا و " بوبيني" شمالا ، أصبح يعرف القاصي والداني والشارع والممرّ ويتفلسف كما يريد ويغير مسارات العودة بثقة جيئة وذهابا ، لكن في كل جولة يصادفه ركن غريب ، يحس أنه رآه لأول مرة ، اِعتقدت أنها عجيبة من عجائب باريس التي تذكرني بالقناة المائية التي تنتصب فوقها الحدائق على مسافات ، وكذلك بجُزُر باريس ، فقاطعني قائلا : أعرف جَزَر باريس ، لذيذ وطيب رغم قلة الشمس وسحره خاص ، يبرق حتى لتكاد تلمحُ قلبه ، كما تبرق تُمورنا الرّفيعة التي لا حول لنا بها ولا قوّة. وبالطبع فرنسا مطمور الحاضر مثلما تونس مطمور الماضي. قلت وما دمت تعرف ذلك ،هل تعرف الفرق بين الجهة والولاية ؟ وهل تعرف عدد البحيرات الحلوة ؟؟ نزل من السيّارة متثاقلا ، عرفت اِنزعاجه، لما وضعت الإصبع على الداء ، ولكن لم أتصور أن يكون صديقنا من اللّذين يخلطون بين الغث والسمين ، وكيف نحسب جُزر باريس الجميلة الحالمة التي يحيط بها "السان "و"المارن " من كل جانب من فصيلة الخضروات. ثم تركته يطارد القطار ( أ )واِتجهت إلى جزيرتي "السيتي "و"سان لويس " لأتأكد بنفسي . جلب لي الشكوك ، صار الجَزَر بالنّسبة لي الآن موضوعا للكتابة . دخلت الجزيرة الأولى أتفقد وألعن الجَزر الإسباني المحيط في المحلاّت.
مرة كنت في جولة بالسيارة داخل باريس رفقة أحد معارفي من الثّقات ، وهو من مواطني الجيل الثاني يقيم ب "حي أمريكا" شمال شرق باريس، يقول، بأنّ أمرا غريبا يحصل ، فرغم تردّده الدائم على عدّة حارات وأحياء من وسط العاصمة وحتّى من بعض أطرافها، مثل "مُنروج" جنوبا و " بوبيني" شمالا ، أصبح يعرف القاصي والداني والشارع والممرّ ويتفلسف كما يريد ويغير مسارات العودة بثقة جيئة وذهابا ، لكن في كل جولة يصادفه ركن غريب ، يحس أنه رآه لأول مرة ، اِعتقدت أنها عجيبة من عجائب باريس التي تذكرني بالقناة المائية التي تنتصب فوقها الحدائق على مسافات ، وكذلك بجُزُر باريس ، فقاطعني قائلا : أعرف جَزَر باريس ، لذيذ وطيب رغم قلة الشمس وسحره خاص ، يبرق حتى لتكاد تلمحُ قلبه ، كما تبرق تُمورنا الرّفيعة التي لا حول لنا بها ولا قوّة. وبالطبع فرنسا مطمور الحاضر مثلما تونس مطمور الماضي. قلت وما دمت تعرف ذلك ،هل تعرف الفرق بين الجهة والولاية ؟ وهل تعرف عدد البحيرات الحلوة ؟؟ نزل من السيّارة متثاقلا ، عرفت اِنزعاجه، لما وضعت الإصبع على الداء ، ولكن لم أتصور أن يكون صديقنا من اللّذين يخلطون بين الغث والسمين ، وكيف نحسب جُزر باريس الجميلة الحالمة التي يحيط بها "السان "و"المارن " من كل جانب من فصيلة الخضروات. ثم تركته يطارد القطار ( أ )واِتجهت إلى جزيرتي "السيتي "و"سان لويس " لأتأكد بنفسي . جلب لي الشكوك ، صار الجَزَر بالنّسبة لي الآن موضوعا للكتابة . دخلت الجزيرة الأولى أتفقد وألعن الجَزر الإسباني المحيط في المحلاّت.
مهدي غلاّب
صور توثيقية لعدد من الجزر الباريسية التي اندثر البعض منها بسبب فيضان النهر والاشغال التي تمت بداخله إِبّان الثورة الصناعية . |
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا