ان الله الذي اتى بك هنا لن يضييعك ابدا
بقلم محمود حرشاني
مازلت هذه الجمله البليغه التي سمعتها من واحد من تجار مكه الكرام ترن في اذني الي اليوم رغم مرور اكثر من عشر سنوات على الواقعه.
فقد كان اليوم يوم جمعه وكنت قادما من المدينه المنوره بعد ان تمتعت لمده اسبوع بالسكن بجوار مسجد الرسول الكريم وزيايرته والسلام فيه اكثر من مره في اليوم الواحد .وفي الليل ايضا لم تكن ريارتي الاولى فقد سبق ان زرت مدينه رسول الله من قبل حجا وعمره.وتخيرت ان تكون زيارتي لمكه المكرمه يوم الجمعة فاحوز اجر صلاه الجمعة في المسجد الحرام في رحاب البيت المعمور واي فضل واي منه اعظم من هذه المنه.
غادرت المدينة المنوره مع الثامنه صباحا واستغرقت الرحله حوالي اربعه ساعات ولما تراءت لنا معالم مكه المكرمه ونحن على مشارفها اتجه كل تفكيرنا الى زياره البيت العتيق و شرعنا نحث السائق على ان يصل بنا قبل موعد صلاه الجمعة.وفعلا وصلنا و لما وصلنا اخذت حقائبي وفي اول فندق اعترضني سلمت على عون الاستقبال و كنت محرما وقلت له ساعود بعد الصلاة والطواف وخرجت دون ان آخذ او اتسلم منه عنوان واسم الفندق لاني كنت في لهفه شديده لزياره البيت العتيق.
دخلت من باب الرحمه وقد اذن لصلاه الجمعه فصليت وبعد الصلاة قمت بالطواف سبعه اشواط ثم السعي بين الصفا والمروه ثم كان موعد صلاه العصر فصليتها في المسجد الحرام لما خرجت كنت في حاله اعياء وتعب وارهاق حتى انني نسيت اسم الفندق الذي تركت فيه حقائبي وكل اوراقي. وطفقت اتنقل في غير هدى احاول استحضار الفندق مره ومرتين وثلاث وكان احد التجار يراقبني من امام دكانه فيبدو انني لفت انتباهه و لما مررت من امامه استوقفتني بكل احترام وقال لقد رايتك اكثر من مرت على هذا الحال ما الذي حصل. لعلي اساعدك
رويت له الحكايه .اتى لي بكرسي وبقاروره ما زمزم وبالشاي وقال لي خذ راحتك ثم اضاف ان الذي اتى بك الى هنا لن يضييعك ابدا . تذهب نصلي المغرب ونعود .وفعلا قمنا قاصدين البيت الحرام من نفس الباب الذي دخلنه لما وصلت وصلينا المغرب معا ثم قفلنا راجعين. قال لي لا تشغل بالك وصدقوني لما اقتربنا من دكان التاجر المكاوي رفعت راسي الى اعلى اقرا عناوين المحلات فوقع نظري على اسم الفندق وتذكرته وقلت لصاحبي هذا هو الفندق ودخلنا فوجت اغراضي كما تركتها. ضحك مضييفي وقال الم اقل لك ان الذي اتى بك الى هنا لن يضييعك ابدا.او نسيت انك من ضيوفه.
محمود حرشاني
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا