سباق إنتخابي محموم قبل الأوان، بين الرئيس قيس سعيد و رئيسة الدستوري الحر عبير موسي سباق إنتخابي محموم قبل الأوان، بين الرئيس قيس سعيد و رئيسة الدستوري الحر عبير موسي

سباق إنتخابي محموم قبل الأوان، بين الرئيس قيس سعيد و رئيسة الدستوري الحر عبير موسي

 






سباق إنتخابي محموم قبل الأوان، بين الرئيس قيس سعيد و رئيسة الدستوري الحر عبير موسي

             بقلم ياسين فرحاتي - كاتب من تونس

يبدو لي من شبه المؤكد و هذا قد تجلى واضحا بعد مسار ال" 25 من جويلية 2021 "، أن ثمة فاعلين سياسيين رئيسيين بلا منازع و هما سعيد و موسي و هما في منافسة شديدة وسط غموض سياسي كبير يلف المرحلة الحالية، و في ظل حراك لا يتوقف  من أنصار حركة النهضة الذي مصيره على المحك و بعض الفعاليات السياسية الأخرى و يقودهم الأكاديمي في القانون الدستوري جوهر بن مبارك و تحركات من الخارج يقودها الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي ضد ما  يسمونه " الإنقلاب ". و أمام تزايد الضغوط الخارجية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصريحات تبرز عدم إعترافها أو تجاهلها للرئيس التونسي و كذلك المفوضية الأوروبية و التصريحات اللازمة للحكومة التركية و كلها تمثل تدخلا صارخا في الشأن التونسي. و لا تكاد تنقطع زيارات الوفود الأجنبية إلى بلادنا منذ ال25 من جويلية.
المباراة التي تجري بين أبرز شخصيتين الآن، تدور في أكثر من موقع، و في أكثر من حدث أو مناسبة وطنية رسمية أو غير رسمية لنأخذ مثالا على ذلك مؤخرا، روضة آل بورقيبة كانت محل زيارة الزعيمين الجديدين  و كل منه حاول إبراز مناقب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حيث أكد الرئيس سعيد على أن كثيرين يتاجرون بإسم و تاريخ و إرث الرئيس الراحل بورقيبة و لست أعلم إن كان يقصد السيدة رئيسة الدستوري الحر موسي و هي التي تعتبر حزبها  و خطها و نهجها السياسي إمتدادا لنهج بورقيبة المعروف عنه دعمه اللامطلق لحقوق المرأة التونسية و لمجالات أخرى كالتعليم و الثقافة  مثلا.
المعركة تبدو محتدمة و في نسق تصاعدي، و لست أدري إن كان الأستاذ  سعيد يعتبر الأستاذة المحامية موسي من منظومة ما قبل 25 جويلية المتسمة بإنهاك الدولة و تلويث الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و الحقيقة أن الأخيرة تعتبر من مسببات و عناصر تأزم الوضع داخل البرلمان بسبب صراع مرير و ناري  إنطلق منذ تولي زعيم حركة النهضة لمقاليد الحكم على رأس البرلمان التونسي ضده و ضد زميلها المحامي أيضا مؤسس إيتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف و إن كانت في الحقيقة عنصر تغيير جوهري أفرز مسارا جديدا و ما قد يعقبه حتما من هنا و حتى إنتخابات 17 ديسمبر 2022 و قبلها الاستفتاء الذي ينوي فعله الرئيس الحالي.
إن إتهامات السيدة عبير ضد السيد سعيد متواصلة و من يوم لآخر في أكثر من منبر و تصريح إعلامي  بتفرده بالحكم بعد سلسلة الإجراءات الاستثنائية التي تلت ما حدث يوم ال25 من جويلية المنصرم و زعمها أن كل ما يحاول منافسه الأبرز حاليا، العمل عليه  تستهدفها هي شخصيا و حزبها و تلقي باللايمة على على الهيأة العليا المستلقة للإنتخابات التي تغض الطرف عن تجاوزات الرئيس باعتباره لا يملك حزبا و هو بذلك يخرق القانون بحسب إتفاقية البندقية كما تقول.  
إن المشروع السياسي لساكن قرطاج، جديد كتصور و كفكرة و هو محل إستغراب العديد من الملاحظين و المتابعين بما أنه يستهدف القطع نهائيا مع منظومة الأحزاب و الحوار الوطني الذي إطلق منذ أيام يقصيهم بالجملة عن بكرة أبيهم و حتى السيدة عبير تبدي عقلانية إمتعاضها منه و هو المسمى بالبناء القاعدي لكنه قد يبدو أمرا فريدا في نوعه و أمرا خارقا بالنسبة لصاحبه على أية حال شخصيا و أن الأحزاب قد أفسدت و اضعفت الدولة لكن لا حياة  سياسية بالمعنى المتعارف عليه بدون الأحزاب ربما قد يحاول الإقتراب من أغلب أنظمة دول الخليج أو نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي المعروف باللجان الشعبية. على أية حال، من واجب الرئيس أن يستشير أهل الرأي الحصيف حتى لا يفقد مقود السفينة و هو الربان و من المؤكد أنه قد تشاور كثيرا مع أحد انصاره المتنورين على غرار الأستاذ رضا لنين و ربما آخرين. 
إن شعبية الرئيس لا تزال طيبة حسب آخر إستطلاعات الرأي بحسب سيغما كونساي و أمرهم كونسالتينغ و هو أمر ترفضه رئيسة الدستوري الحر و ترى فيه تشويش عليها و غير موضوعي و منحاز لمنافسها الأبرز في الوقت الراهن رغم غوض المشهد السياسي الذي قد يشهد تقلبات و تطورات نرجو أن تكون في صالح المواطن التونسي و الدولة التونسية.
إقتصاديا، الوضع لا يجعلنا متفائلين فالدينار في حالة إنزلاق و سعر الصرف منهار قياسا مع الدولار و التضخم في أوجه بسبب الارتفاع المشط للأسعار في أغلب المواد الأساسية و خصوصا الخضر و الغلال و من واجب الرئيس أن يكون حاسمة و حازما في الموضوع و أن يواصل حربه على المحتكرين مثلما كان يعمل الرئيس زين العابدين رحمه الله حيث يطلع على الأسعار بنفسه كل صباح و يقوم باللازم. 
الشيء الوحيد المفرح على صعيد الإستثمار هو عودة مجموعة بوخاطر لاستكمال مشاريعها التي توقفت بعد الثورة من خلال بناء مدينة رياضية مرموقة و توفير خدمات تجارية و مساكن من أعلى طراز و هذا المشروع سيستقطب عشرة آلاف موطن شغل في إنتظار إستيناف مشاريع أخرى متوقفة على غرار سماء دبي.
 الشاب التونسي علق آمالا كثيرا على الرئيس قيس سعيد و على ما بعد 25 جويلية، لكن أراه قد مني بخيبة أمل كبيرة و يبقى الأمل الوحيد أولا و أخيرا في الله سبحانه و تعالى حيث أن كل شيء معطل على صعيد الإنتدابات بعد أن كبلت الإدارة التونسية بالإنتدابات العشوائية( جرحى الثورة و عمال الحضاير و غيرهم ) و صار حامل شهادة جامعية ( أستاذية، أو ليسانس، ماجستير و دكتوراه ) الآفاق أمامه مسدودة بالكامل و أصبح مهانا تماما.
و في نهاية المطاف، هل تخلصنا تماما من ربقة الإسلام السياسي و مشتقاته و هل سيشق سعيد طريقه بثبات و نجاح لأن أمامه عقبات عديدة و لم يضمن شيء في يده لأن الشعب التونسي متقلب و هل ثمة أمل في حصول توافق  ( جديد ) بينه و بين عبير من أجل البناء لأنها رقم صعب و إمرأة فصيحة اللسان و في حركة دؤوبة و لها أنصارها بالآلاف؟ 
المطلوب هو عدم إدارة الظهر لهذا الشعب المسكين و لاتذكر جميعا و دوما شعار " شغل- حرية- كرامة وطنية ". 

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات