فرنسا / انتخابات رئاسية / ماكرون قريب من ولاية ثانية.. // الدكتور زهير بن حمد فرنسا / انتخابات رئاسية / ماكرون قريب من ولاية ثانية.. // الدكتور زهير بن حمد

فرنسا / انتخابات رئاسية / ماكرون قريب من ولاية ثانية.. // الدكتور زهير بن حمد











قد تكون صورة ‏‏٣‏ أشخاص‏
انتخابات فرنسا تهمنا لعلاقتنا بهذا البلد الأوروبي والمتوسطي، ولعلاقتنا بالاتحاد الأوروبي عامّة ولوجود جالية تونسية ومغاربية مهمّة هناك، ولبحثنا اليوم في ظل تجاذباتنا السياسية الداخلية عن نماذج انتخابية أخرى. انتخابات الرئاسية بطبعها وفي كلّ مكان هي اقتراع على الأشخاص مستقلين أو زعماء لأحزاب أو جبهات سياسية.
البارحة في فرنسا، تصدّر الرئيس الحالي أيمانويل ماكرون السباق في دوره الأول ونال حوالي 28 %من أصوات الناخبين والناخبات، من بين المرشحين الاثني عشر 12 الذين تقدموا لكرسي الرئاسة، في ظلّ نظام دستوري سياسي، يشكّل فيه رئيس الجمهورية بلا منازع الشخصية المحوريّة في مباشرة شؤون الدّولة الداخلية والخارجية.
حلّت ثانية مثلما توقعته استطلاعات الرأي، مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرّف بـ 24 % من الأصوات لتلاقي ماكرون ثانية بعد مواجهة أولى خاسرة تعود إلى عام 2017 وسيكون الحسم في الدور الثاني يوم 24 أفريل الجاري.
مارين لوبان ستكون مدعومة بالخصوص من إريك زيمور اليميني العنصري الذي مني بخيبة أمل في الانتخابات بحصوله على 7 % فقط من الأصوات إذ دعا ناخبيه إلى التصويت لفائدتها وفي باله أنها لن تنتصر وأنه سيخلفها في زعامة اليمين الوطني المتطرّف. أمّا إذا حصل أن انتصرت فإنه سيتفق على الأرجح معها لينال نصيبه من كعكة الحكم..
من العلامات الكبرى لنتائج انتخابات الأمس في فرنسا الانهيار التاريخي للحزب الاشتراكي بحصول مرشحته عمدة باريس آن هيدالغو على أقل من 2 % من الأصوات والانهيار التاريخي المماثل لحزب الجمهوريين الذي يمثل اليمين التقليدي الديغولي بحصول مرشحته فاليري باكريس على أقل من 5 % .
الخضر كذلك بزعامة يانيك جادو حققوا نتائج مخيبة لآمال مناصريهم حيث أعطتهم صناديق الاقتراع أقل من 5 % من أوراق الناخبين ، ما يعني أنهم لن يسترجعوا مصاريف حملتهم الانتخابية المقدّرة بعدّة ملايين من اليوروات وقد أطلق جادو دعوة لجمع التبرعات تغطية لمصاريف الحملة الانتخابية.
ولعلّ الحدث الذي لا يخلو من مرارة في نتائج الأمس هو تخطي زعيم حراك الوحدة الشعبية وقوى اليسار جون ليك مايلشون عتبة 20 % من الأصوات حيث كاد يحوز المرتبة الثانية التي تؤهله للدور الحاسم. الرجل أظهر مرة أخرى قدرة فائقة على التعبئة ولولا صراع الزعامات في صفوف اليسار لوجد نفسه في مواجهة مثيرة مع السّاكن الحالي لقصر الإليزي.
تقول استطلاعات الرأي إن التنافس بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون سيكون جديّا وسيحتاج ماكرون كثيرا من الدعم والإقناع ليظل رئيسا لسنوات خمس إضافية، علما أنه استفاد حسب المحللين من إدارته لأزمة كوفيد ومن الحرب الروسية الإيكرانية..
أمّا الانتخابات التشريعية التي تنتظم في جولتين يومي 12 و19 جوان القادم وفق نظام الاقتراع على القائمات فستكون حكاية أخرى مليئة هي أيضا بالحسابات والرهانات.
---------
*اعلامي ومحلل  سياسي تونسي

الصورة : من موقع BBC عربي وتظهر الفائزين الأولين في الدور الأول ومن تحتهما اللاعب الثالث جون ليك مايلشون الذي دعا البارحة ناخبيه إلى أن لا يصوتوا في الدور الحاسم لمارين لوبان دون أن يدعوهم للتصويت لماكرون.
زهير بن حمد

11 أفريل 2022
١٢


التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات