قراءة فنية وسياسية في مسلسل براءة الذي يثير جدلا في تونس. بقلم محمود حرشاني

 كتب محمود حرشاني 

رئيس التحرير

مازال مسلسل براءة الذي يبث منذ فاتح شهر رمضان الحالي على قناة الحوار التونسي  وقام بانتاجه واخراجه المخرج سامي الفهري يثير الجدل في اوساط المجتمع التونسي نظرا لكونه يطرح قضية الزواج العرفي او الرواج خارج الاطر القانونية.

يقوم بدور البطولة في هذا المسلسل الممثل فتحي الهداوي او وناس في المسلسل والمتزوج بامراة على غير الصيغ القانونية ويعاشرها معاشرة الازواج رغم كونه متزوجا من امراة اخرى  بطريقة قانونية.

ومن هذه الناحية فان هذا المسلسل مازال يثير الجدل اعتبارا الى ان القضية التي يطرحها هي قضية مفصولة بالقانون وهي قضية الزواج العرفي وتفرعاتها مثل استغلال الوضعية الهشة للمراة واستغلاللها جنسيا ولو كان ذلك تحت غطاء زواج لا بعترف به القانون.

وهذه القضية محسومة في تونس منذ صدور مجلة الاحوال الشخصية في سنة 1956 والذي منع تعدد الزوجات وجرم الزواج العرفي او الزواج على غير الصيغ القانونية.

وزير الشؤون الدينية في تعليق على المسلسل وما اثاره من ردود فعل اعتبر ان موضوع الزواج العرفي تم تجاوزه في تونس وتم فصله بالقانون الذي يجرم هذا الواج ومرتكبيه من الطرفين.

 مضيفا انه ليس من اهتمامات التونسي اليوم موضوع الزواج العرفي لان له مشاغل حياتية اخرى اهم مثل غلاء الاسعار ومتطلبات العيش الكريم ولم يعد من اهتماماته الزواج بثانية ولو بعيدا عن اعين القانون

النائبة السابقة بمجلس النواب فاطمة المسدي اعتبرت ان موضوع الزواج العرفي واثارته من جديد في عمل درامي موجه للعمووم فيه تخاتل على القانون لانه لا يوجد قانونا في تونس ما يسمى بالزواج العرفي رغم توفر الحرية للمراة البالغة في ممارسة حقها في الجنس مع من تريد  بدون مقابل واذا تم ذلك بمقابل او تحت غطاء زواج وهمي يتحول الى زناء يجرمه القانون وذكرت ان هناك حالات زواج عرفي تم تسجيلها في السنوات الاخيرة ومنها حالة اثارتها شخصيا لدى رئاسة الحكومة في فترة يوسف الشاهد ومورط فيها رجل اعمال معروف غرر بقاصرة ولكنها وجدت صدا من رئاسة الحكومة عندما اتصل بها احد المستشارين وطلب منها الكف عن اثرة القضية لان المعني بالامر يمول الحزب الذي يراسه رئيس الحكومة وقد كان تصريحها اليوم لبرنامج ستوديو شمس باذاعة شمس اف ام // 15 افريل 2022

الفنان الدلاجي او دلاجينو اعتبر في تعليق على المسلسل في برنامج مروحين على اذاعة شمس اف ام ان سامي الفهري عرى بهذا المسلسل وقضية الزواج العرفي واقعا مرا افرزته السنوات العشر من حكم النهضة حيث كان القانون ينظر الى هذه القضية بعين مفتوحة واخرى مغلقة مما ساعد على استشراء هذه الظاهرة ولم تعد حكرا على الاوساط الشعبية بل تعدتها حتى الى الاوساط الجامعية باعتبار ان الدين لم يحرم هذا الزواج طالما انه يحترم شروط الاشهار والمهر والموافقة

زهرة طالبة كتبت على حسابها على الفايس بوك /في السنوات السابقة من خلال اعماله مثل مكتوب واولاد مفيدة كان سامي الفهري يغازل الشباب اما في عمله الحالي براءة فقد اراد ان يغازل الشياب تقصد الكبار الذين عادة ما تميل اعينهم الى زوجة ثانية من خلال تقدم العمر بهم..

الاستاذ منير الشرفي اعتبر في تدوينه له على الفايس بوك  ان مسلسل براءة من خلال ايحاءات دينية وجنسية يشرع لامر محظور قانونا ويبيح اعمالا يجرمها القانون والمتاجرة بقضية المراة المهمشة واستغلالها جنسيا تحت غطاء زواج وهمي لتلبية الرغبة الجنسية لرجل هائج كالثور لا تكفيه زوجة واحدة..

ومع تعدد المواقف والاراء حول المسلسل يبقى سامي الفهري نتجا ذكيا للمحتوى لا يهمه من الامر سوى تحقيق الربح المادي ويريد لا فقط  استرجاع امواله وانما الربح ايضا  le beurre et le prix du beurre

فهو في نهاية الامر شانه شان تاجر يعرض بضاعة للبيع  فمن شاء فليشتري ومن شاء فليعرض عنها

محمود الحرشاني

14 رمضان 1443

15 افريل 2022