#جــــــــرح قصة لآمال مختار #جــــــــرح قصة لآمال مختار

#جــــــــرح قصة لآمال مختار

 #جــــــــرح

قصة لآمال مختار
​أجلس وحيدة في مقدمة السّفينة المذبّبة التي تشقّ البحر إلى نصفين. الشمس ربيعيّة مشرقة غير أنّ قلبي لم يكن ذهبا.
​لأوّل مرة أركب البحر. البحر صاحبي وكاتم أحزاني.
​لم أكن أفكّر في شيء. لم أكن مشغولة بشيء. كانت رأسي خالية ومحايدة للأزرق المتوسّط الممتد أمامي كالمارد، للشمس التي التمع إشراقها مع تقدّم ساعات الصباح، لصخب المسافرين ورائي يشتدّ. كانت سريرتي بيضاء كالوليد وروحي مستسلمة لما يحدث.
​نسيت ما كان يحدث لأنه لم يكن يعنيني. لم يكن يعنيني شيء. فقط كنت هناك وحيدة على سطح الباخرة، ذات صباح ربيعيّ. فجأة سمعت صوتا ينادي:
-يا آنسة، يا آنسة.
​لم يحرّضني شيء لألتفت وأكتشف صاحب الصوت الذي دخل المشهد. ظلّ الصوت مجرّد صوت.
​واصل الصوت يقول:
-احذري، لا تستسلمي لمثل هذه الشمس إنها خدّاعة.
​لم ألتفت. لم أعلّق. لكنّ إيقاع الصوت كان رخيما.
****
​نفضت الغبار عن اللوحة وأعدت تعليقها على صدر الذاكرة.
****
​أجلس وحيدة في شرفة منزلي. مطر شتائيّ يسقي الحديقة غير أن قلبي لم يكن نديّا.
​الحديقة صاحبتي وكاتمة أسراري.
​لم أكن أفكر في شيء. لم اكن مشغولة بشيء، كانت رأسي مزدحمة ومحايدة. لأبنائي البعاد عنّي، لمرضي، للمطر يغسل الحديقة من أدرانها، لصخب الحياة يشتدّ ورائي.
​كانت سريرتي... سوداء وروحي مستسلمة لما يحدث.
​نسيت ما حدث لأنه لم يعد يعنيني. وهل كان يعنيني؟فقط كنت هناك وحيدة على سطح الشرفة، ذات صباح شتائي.
​فجأة سمعت لطخة شيء تكسّر وزجاج تناثر، فعرفت أن اللوحة وقعت وتكسّرت.
​لم ألتف. لم أعلّق. لكن إيقاع الصوت كان جارحا.
قد تكون صورة لـ ‏‏٢‏ شخصان‏

التعليقات

سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا

أحدث أقدم

إعلانات

إعلانات