بقلم تماضر عيساوي *
اهتم علماء الاجتماع والبحاثة بالثقافة في جميع تجلياتها باعتبارها عاملا من العوامل الهامة المثرية للواقع والمعيش الحياتي اضافة الى دورها في بناء المعارف التي تساهم في نحت شخصية الانسان وتحريرها من عقدها ومن تاثيرات تعقيدات الموروث الاجتماعي.. وهو ما من شانه ان يساعد هذا الكائن الاجتماعي على التخلص من هيمنة النظم الاجتماعية التقليدية..ذلك لان الثقافة هي مجال التفكير والتامل واعمال العقل في الموجود عموما سواء كان قريبا او بعيدا حاضرا او قصيا في الزمان وهي التي توفر بفضل ذلك للانسان الشغوف بمختلف مشاربها وتجلياتها ومجالاتها آليات التامل والتفكير وتسلحه بوسائل التحليل والتعمق في دراسة الظواهر والمقارنة بما يجعله في النهاية قادرا على تشكيل رؤاه وافكاره الخاصة من الآخر ومن هويته و محيطه ووجوده ككل بما يؤسس لتفعيل ارادته و تحريرها من قيود الجهل والموروث والكبت. وقد اهتم علماء الاجتماع بالثقافة باعتبارها ايسر طريق لدراسة المجتمع وتغيراته النفسية والسلوكية وذلك من خلال استعمال أبحاث ميدانية تحليلية ودراساتِ تَهْدُف إلى تحليلِ المكونات والأنماط الفكريّة التي يعتمدُ عليها أفراد المجتمع في التعامل مع البيئة المحيطة بهم، وتقييمهم للتغييرات المؤثرة على حياتهم الاجتماعية، لذلك يتم الربط في الأنثروبولوجيا بين الثقافةِ وعلم الاجتماع في متابعة مجالات الحياة العامة عند الأفراد هذا التوجه للاستعانة بالثقافة في دراسة المجتمع وتغيراته تكرس مع نهاية القرن التاسع عشر بظهور مجالات اخري للإنتاج الثقافي واكتمالها و الاعتراف الاجتماعي باهمية الشخصيات الاجتماعية الشعبية في الميدان الثقافي كالرسام و الكاتب و المسرحي هذه المجالات الثقافية الفنية التي كانت تقبع تحت هيمنة الكنيسة و الطبقة الارستقراطية ولا يحق لغيرهما ممارستها .. "الفنانون يكتبون لأقرانهم او علي الأقل لهؤلاء الذين يفهمونهم" هذه المقولة لباربي دوريقي يشير من خلالها الى ان الثقافة كانت حكرا على من يفهم ومن يعلم .. وهو يعني المتعلمين الذين ينتمون الى طبقة الميسورين والمحظوظين دون غيرهم من عامة المجتمع ..تفكير تواصل حتى نهاية القرن الماضي حيث ظلت الثقافة في مجتمعات كثيرة فعلا برجوازيا بحت لا يطاله عموم الناس ومع تطور المجتمعات و ظهور التكنلوجيا والعولمة تغيرت الممارسات الثقافية ومعها الذائقة الفنية و هذا ما سنحاول دراسته في بحثنا من خلال دراسة فن المسرح وتطوره من فن ارستقراطي برجوازي الى فن جماهيري شعبي مع تعدد انواعه واغراضه وتاثير ذلك كله على تطور الكائن الاجتماعي/الجمهور/ وانعكاساته على سوسيولوجية الجمهور المسرحي مع محاولة ملامسة التغيرات التي شهدها الجمهور المسرحي منذ بداياته القديمة الي يومنا هذا فبما ان الاذواق الفنية تختلف من طبقة الي اخري فان المتابع لجمهور الفن الرابع يلاحظ ان نوعية الجمهور الذي يرتاد المسارح ويحرص علي مشاهدة المسرحيات يختلف من نوعية الى اخرى.
اهتم علماء الاجتماع والبحاثة بالثقافة في جميع تجلياتها باعتبارها عاملا من العوامل الهامة المثرية للواقع والمعيش الحياتي اضافة الى دورها في بناء المعارف التي تساهم في نحت شخصية الانسان وتحريرها من عقدها ومن تاثيرات تعقيدات الموروث الاجتماعي.. وهو ما من شانه ان يساعد هذا الكائن الاجتماعي على التخلص من هيمنة النظم الاجتماعية التقليدية..ذلك لان الثقافة هي مجال التفكير والتامل واعمال العقل في الموجود عموما سواء كان قريبا او بعيدا حاضرا او قصيا في الزمان وهي التي توفر بفضل ذلك للانسان الشغوف بمختلف مشاربها وتجلياتها ومجالاتها آليات التامل والتفكير وتسلحه بوسائل التحليل والتعمق في دراسة الظواهر والمقارنة بما يجعله في النهاية قادرا على تشكيل رؤاه وافكاره الخاصة من الآخر ومن هويته و محيطه ووجوده ككل بما يؤسس لتفعيل ارادته و تحريرها من قيود الجهل والموروث والكبت. وقد اهتم علماء الاجتماع بالثقافة باعتبارها ايسر طريق لدراسة المجتمع وتغيراته النفسية والسلوكية وذلك من خلال استعمال أبحاث ميدانية تحليلية ودراساتِ تَهْدُف إلى تحليلِ المكونات والأنماط الفكريّة التي يعتمدُ عليها أفراد المجتمع في التعامل مع البيئة المحيطة بهم، وتقييمهم للتغييرات المؤثرة على حياتهم الاجتماعية، لذلك يتم الربط في الأنثروبولوجيا بين الثقافةِ وعلم الاجتماع في متابعة مجالات الحياة العامة عند الأفراد هذا التوجه للاستعانة بالثقافة في دراسة المجتمع وتغيراته تكرس مع نهاية القرن التاسع عشر بظهور مجالات اخري للإنتاج الثقافي واكتمالها و الاعتراف الاجتماعي باهمية الشخصيات الاجتماعية الشعبية في الميدان الثقافي كالرسام و الكاتب و المسرحي هذه المجالات الثقافية الفنية التي كانت تقبع تحت هيمنة الكنيسة و الطبقة الارستقراطية ولا يحق لغيرهما ممارستها .. "الفنانون يكتبون لأقرانهم او علي الأقل لهؤلاء الذين يفهمونهم" هذه المقولة لباربي دوريقي يشير من خلالها الى ان الثقافة كانت حكرا على من يفهم ومن يعلم .. وهو يعني المتعلمين الذين ينتمون الى طبقة الميسورين والمحظوظين دون غيرهم من عامة المجتمع ..تفكير تواصل حتى نهاية القرن الماضي حيث ظلت الثقافة في مجتمعات كثيرة فعلا برجوازيا بحت لا يطاله عموم الناس ومع تطور المجتمعات و ظهور التكنلوجيا والعولمة تغيرت الممارسات الثقافية ومعها الذائقة الفنية و هذا ما سنحاول دراسته في بحثنا من خلال دراسة فن المسرح وتطوره من فن ارستقراطي برجوازي الى فن جماهيري شعبي مع تعدد انواعه واغراضه وتاثير ذلك كله على تطور الكائن الاجتماعي/الجمهور/ وانعكاساته على سوسيولوجية الجمهور المسرحي مع محاولة ملامسة التغيرات التي شهدها الجمهور المسرحي منذ بداياته القديمة الي يومنا هذا فبما ان الاذواق الفنية تختلف من طبقة الي اخري فان المتابع لجمهور الفن الرابع يلاحظ ان نوعية الجمهور الذي يرتاد المسارح ويحرص علي مشاهدة المسرحيات يختلف من نوعية الى اخرى.
.فمتابع المسرح الكلاسيكي مثلا ليس هو ذاته متابع المسرح المعاصر و هذا يعكس الذائقة الفنية الجماهيرية استنادا الي العامل الطبقي الاجتماعي واعتبارا لان المسرح فصل من فصول الحياة والواقع المصغر يطرح على بساط الخشبة ليعكس النشوء النوعي و الفردي للإنسان و يبرز تجليات الحاضر و الماضي و المستقبل.. فان الفرضيات والاشكال و المناهج و مواضيع الطرح والتناول المسرحي في احيان كثيرة ترسم وتتحدد معالمها مع الجمهور ومن خلاله.. حتى ان التطورات الفكرية و الثقافية لكل مجتمع يمكن ان نتابعها من خلال المواضيع التي يتم التطرق عليها ضمن الاعمال المسرحية .. ولعل من اخر هذه التطورات في علاقة بجمهور المسرح نذكر المساجين هذه التجربة الجديدة التي جاءت لتدخل فن الخشبة الى مسارح السجون ..وهي تذهب الى اكثر من مجرد استقطاب للجمهور بل انها تنبني على بناء او احياء ملكة الابداع
*اعلامية وباحثة في علم الاجتماع
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا