بقلم الدكتور نورالدين الحاج محمود
خبير في الاتصال واستاذ جامعي
يعيش العالم بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن على ايقاع تحولات كبيرة و توازنات أخرى على مستوى العلاقات الدولية و الاختيارات الإستراتيجية التي سيتم اتباعها في المستقبل و بالخصوص في المجال العسكري.
آخر المعلومات الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية وعلى لسان وزير دفاعها تفيد بأن الحروب المقبلة ستكون حروبا غير تقليدية أي سيتم فيها اعتماد أحدث التقنيات التي تقوم على المعدات المسيرة اليا دون حضور البشر في المعارك أي حسم الخلافات بمعارك بين الآلات والتقنيات وبذلك تنتهي المنظومات التقليدية ليحل محلها الذكاء الاصطناعي وامتلاك أحدث التقنيات.
هي معارك النجوم والصراعات العالمية التي ستقع عن بعد في اتي الايام.
إما بالنسبة للعلاقات الدولية فستكون على شكل مغاير بين الدول أي إن المصلحة هي الاساس وهي المحدد لما يمكن أن يكون عليه الشأن أي علاقات أخذ وعطاء وتوزيع جديد للفضاء الإستراتيجي.
سوف لن يكون العالم مبنيا على الايديولوجيا و الانتماء الديني بل على السيطرة على الثروات من أجل اعطاء دفع دولي جديد بعد التغلب على فيروس كورونا الذي كانت تداعياته كبيرة على المستوى البشري و الاقتصادي وبالتالي لا بد من دفع مالي على حجم كبير لتحريك الدورة الاقتصادية وهو ما تجسم في تخصيص عشرات الالاف من مليارات الدولارات من قبل الخزانة الأمريكية لاقامة المشاريع وتوفير الملايين من مواطن الشغل.
بعد الانحسار والانكماش الاقتصادي لا بد من انتعاشة.
ستكون الانتعاشة لا محالة في الدول الصناعية الكبرى التي بيدها مفاتيح الحلول للمشاكل العالمية ومن ابرزها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين و المانيا ثم البقية بالنسبة للدول التابعة التي استعدت لما بعد الانكماش المتعدد الجوانب.
والسؤال الذي يطرح بالنسبة للمنطقة العربية :كيف سيكون المشهد ؟
هنالك قاعدة تقول إن البقاء لا يكون إلا للجهة القوية التي بامكانها إن تغير المعطيات إلى الافضل لا إلى الاسؤا وبالتالي فإن الرهان سيكون على الجهات القوية وهو وضع بدأنا في تبينه :
صعود مصر كقوة إقليمية جديدة سيكون لها وزن على الساحة العربية والإقليمية.
تقارب مصري تركي مسبوق بشروط من اهمها التخلي عن القيادات الإسلامية ذات التوجه السياسي.
مراجعة قطر لمواقفها تجاه الحركات السياسية الإسلامية على غرار النهضة في تونس والحركات في ليبيا والجزائر.
ظهور المغرب الشقيق كفاعل اقليمي آخر في المنطقة المغاربية و الإفريقية.
الحركات الإسلامية أصبحت عبئا على العالم.
لقد راهنت الدول الكبرى على غرار أمريكا و بريطانيا على الحركات الإسلامية من منطلق براغماتي أي التخلص من قياداتها من دولها والعودة إلى اوطانها الأصلية للقيام بالادوار الموكولة إليها وهي على الميدان لكن ؟
تبين إن هذه الحركات لا تتمتع بالشعبية المطلوبة داخل دولها في تونس ومصر وليبيا ولا الشرعية الحقيقية التي تعطيها المجال للحكم بغية تحقيق النجاح المامول والمطلوب لأسباب متعددة من اهمها :
عدم التخلي عن الفكر المتطرف و مواصلة القيام بالعمليات الارهابية واخرها ما جرى في رامبويي بفرنسا من قبل متطرف تونسي.
عدم المصالحة لهذه الحركات التي كانت خارخ اوطانها مع القوى الوطنية الشرعية.
غياب التجربة السياسية لدى هذه الحركات وهو ما تسبب في حصول أزمات متعددة تنذر بانفجارات إجتماعية وهزات سياسية قوية.
ان المقبل سيكون مخالفا للحالي لأن العالم واصحاب قراره على سعي لتحقيق واقع آخر وفق مقاربات جديدة يقوم المبدأ فيها على المصلحة.
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا