مبدعون على الشبكة
المقامة الكورونية:بقلم كمال الشطي{اعلامي جامعي تونسي}
الثقافية التونسية
حدثت أم التاج الكورونية قالت ترعرعت في الصين، وجهلت موقع مولدي إلى هذا الحين، أفي مخبر أمريكي لعين، أم في بطن خفافيش وثعابين .
قالت أم التاج أديت مهامي في الصين بكل إتقان، متمكنة من الصدور والحناجر والأذقان، ناشرة الرعب في كل مكان، غير أن حنيني إلى موقع مولدي لم يزل يراودني في الليل والنهار، يدعوني إلى التسرب في المزيد من الأقطار، والانسياب في بلاد العم سام حيث والدي الحنون، وأمي المصون.
قال أبو الفتح الراوي تسربت أم التاج إلى بلدان كثيرة، بوسائل مثيرة، أحيانا في نسيج الطائرات، وحينا فيم تنفثه البواخر العابرة للبحار والمحيطات .فأثارت الجزع أينما حل ركبها المخيف، سائقة إلى القبر الوضيع والشريف، والسمين والنحيف، متجنبة السفر إلى مسقط الرأس، ضاربة الأقطار الأوروبية والإفريقية بكل فأس. فحكمت على مئات الآلاف بالإقامة الجبرية، وعلى الآلاف بالنزول إلى السراديب القبرية، فتوفقت إلى نشر الخذلان، ومنع الجولان، في كل البلدان. فسارع العم سام إلى إغلاق الحدود، والحيلولة دون عبورها بإقامة السدود، غير أنها أجابته وقد تملّكه الشرود: أن حلولها بأرض الجدود، لا يتطلب أي تأشيرة أو أي وعود، متسربة إلى مدينة الأمم، ومقرات القمم، مصدرة على أبناء سام أحكاما بالحصار والإغلاق، مانعة عنهم الشفاء والترياق، قائلة لشيخهم كف عن النفاق، وتربية الخفافيش التي ترتد على والدها فترديه في الشباك
أجابها الشيخ سام: أصبت أم التاج إذ ذكرتني بولد بكر، ترعرع في أحضاني، ثم اشتد ساعده فرماني، وشقيق له أرضعته لبن صهيون، ولقنته كل الفنون، فانقلب ينهشني بكل وحشية وجنون، وفضحني في أهل الرأي وحتى أهل المجون .
قال ابو الفتح الراوي سألت أم التاج عن هوية الولد البكر، المنكر للبر والشكر، والولد العاق، فاضح السر والنفاق، فقالت : كُف عن التعجب والعجبْ، فكم من كلب نهش صاحبه وأرداه في تعب ونصبْ، فالبكر قاعدة تنشر الإرهاب والظلمات، والثاني داعش، ذلك الولد العاق الناهش، النابش في كل كتاب فاحش .
إرسال تعليق
سياسة التعليقات على موقع الثقافية التونسية.
1. يرجى الالتزام بالتعليق على الخبر أو التقرير أو المقال نفسه ، والابتعاد عن كتابة تعليقات بعيدة عن موضوع الخبر أو التقرير أو المقال.
2.يرجى الامتناع نهائيا عن كتابة أي عبارات مسيئة أو مهينة أو أي كلمات تخدش الحياء أو تحمل سبا وقذفا في أي شخص أو جهة أو تحوي معان مسيئة دينيا أو طائفيا أو عنصريا